قالت لي يوما: بعد أن عرفتك حمدت الله أنني لست من ذويك!!
وأخرى قالت لي أمس في العيادة: هل وهبت حياتك لسماع شكاوى الناس؟ ولم أجد ردا، لكن هذا الكلام يلامس أوتارا حساسة بداخلي.
ومن قبل هذه وتلك يتردد نفس المعنى الذي أشار إليه صديق جاءني يشكو عقدة السفر فهو يشعر بالاختناق والقلق كلما غادر البلد، رغم أنه يكون في أحسن فنادق، وغالبا ما يسافر في عمل أو لهدف نبيل!!
قلت له: لماذا لا تتزوج؟! قال: أنا!!
تكون في حياتي امرأة وأولاد، ومطالب أن أعود إليهم كل ليلة؟!
إما هذا وإما ما أريد من الكتابة والإبداع، الزواج ليس لمثلي، أو ليس الآن على الأقل!! أو كما قال. أردت أن أقول له أن المرأة يمكن أن تكون وطناً بديلاً، أو وطناً داخل أو خارج الوطن، وكان هو يشير إلى أن تكاليف هذا باهظة، وربما صدق!!
هي نفس عقدتي مع من أحب، وهكذا يشتكون, عقدة الأنهار السرية. أين أنت؟! أريد وقتا أطول، لماذا لا تسأل؟! لماذا لا نتكلم أكثر؟! بابا.. نريدك معنا.. ولو في عطلة نهاية الأسبوع، نكاد لا نراك، وكل طرف يعتقد أنني لا أعطيه حقه في مقابل عطاء أكبر للآخرين!! وأحيانا يشعر البعض أنني متململ، وأن ما بيننا قد صار عبئا علي، وربما علينا معا!!
قلت من قبل أن التعبير المتبادل هو وقود أية علاقة، وإذا غاب فإن أغلب الناس يرون أنه لا علاقة هناك ولا يحزنون!!
وعندهم نهر الحب يفيض ويفيض لا تخطئه العيون، وأنا أنهاري كلها سرية مدفونة تحت طبقات من المشاغل والاهتمامات والهموم، وربما أكون هاربا من تكاليف المحبة والوداد، والمسئولية، وثنائية القرب والبعاد، ربما ما أزال رافضا لكل قيد، طامحا أبدا للتحليق، عاشقا فقط لتلك التي لا تطلب شيئا، ولا تقطع صمتها منذ آلاف السنين، وربما ما زلت أبحث عمن ترضى بأن تكون محبتنا مجرد أنهار سرية.
12 / 12 / 2005
اقرأ أيضا:
على باب الله قطار الليل والنهار/ على باب الله: أنهار سرية