أجمل ما في أيامي هذه هو التقائي بأجمل من في هذا الوطن وإعادة اكتشافي لأجمل ما فيَّ... يوم عيد ميلاد أمي ذهبت إليها أرضع حنانا وطيبة تكفي حيينا والحي اللي جنبنا فابتسمت وكأن ما تقوله لا يعنيها شخصيا.. رمت كلماتها بهدوء محايد وكأنها لا تبغي التأثير علي... ولماذا كأنها فهي بالفعل راضية عني رغم انقطاعي عن لقائنا الخميسي الأسبوعي لأنهم كلهم مصرون علي إجراء المحاكمات والدعوة إلي الوقفات كل خميس... فقط قلبها كأم أبى أن لاينقل لي التحذيرات التي أمنها الآخرون بأن توصلها إلي..."بيقولولي أقولك تخللي بالك"..." مين ياماما إللي بيقولولك؟"..."أي حد بأقابله بيقوللي أقولك كده لإنهم سفلة".
والسفلة المقصودون في تلك الجملة هم بالطبع الأجهزة الأمنية وليس من تقابلهم أمي.... والغريبة إني أنا مش خايفة... صحيح لما باشوف مشهد مرعب لشباب بيتسحل باتألم وأكره هذا النظام أكثر ولما جريت علي وائل خليل وهما بيجرجروه من العمارة قلت للدكتورة هبة رؤوف تعالي معايا أنا خايفة أروح لوحدي وكان الميكروفون في يدي يرتعش..
ولن أنسي لهبة رؤوف هذا الموقف الذي جمعنا فسجل قلبي موقع يخصها وحدها... وأجبت علي أمي بأن لا يخافوا علي لأني لست خائفة علي نفسي بل أن تنقل إليهم رغبتي بأن ينضموا إلي جبهة غير الخائفين فننتصر بالكثرة والشجاعة.... لمست في الأيام الماضية ألوانا مختلفة من الشجاعة التي لم أقرأ عنها من قبل في مواقع علم النفس المتخصصة حيث أهديهم شجاعة مالك وهو يحكي عن غية الأمن اليومين دول في محاولة تقليع المتظاهرين بناطيلهم...
يخرب عقله علي بساطته وخفة ظله وبجاحته التي استفزت معتقليه... حقا منكم أتعلم يا شباب أشكالا جديدة من الشجاعة غير المفتعلة... واخترت العمل مع عقول مبتكرة كإنجي الحداد وغادة شهبندر وتعرفت علي منال زوجة علاء سيف و ألفت السهلي زوجة هشام البسطويسي اللاتي يساندن بهدوء دون إدعاء بطولة... وأنتظر من الأيام أن أتعاون مع د.شهيرة محرز في حملتها لحماية معبد الكرنك من مصالح المستثمرين ولحملتها مقالات قادمة.... هي خطوة إلي الأمام منذ خطوتها فصاعدا، عندما انتهت الظلمة والخوف والتشوش.. فإن الوقت قد صار متأخرا جدا علي التوقف...
اقرأ أيضاً:
أنا عايزة الشكولاتة بتاعتي/ مين إللي بيدفع التمن؟