مدونات مجانين (6): إجابة السؤال!
بعد ظهور مدونتي الأخيرة على مجانين، أرسلت لي الأخت المستشارة الدكتورة حنان طقش بريدا إليكترونيا تسألني فيه عن سبب عدم تركيزي في تلك المدونة وتقول بالحرف: (حقيقي فيه عدم تركيز مش من عادتك في المقال)، والحقيقة أنها عندها حق، وللأمانة أيضا أنا لن أقرأ المدونة الأخيرة مرة أخرى لأراجعها لأنني أعرف بأي وعيٍّ تقرأ المستشارة الدكتورة حنان طقش، يعني معترف ومُقِرّ، ولا حجة لي إلا أعباء مجانين وأعباء مجانين فالمجانين عندي في كل مكان بالنسبة وليسوا كلهم على النت، ولست بينهم إلا رئيس جمهورية الجنون كما قال طاووس!
يعني عندي مجانين في العيادة ومجانين في البيت (منهم واحد في ثانوية عامة)، ومجانين في القسم (قسم الطب النفسي جامعة الزقازيق الذي أعمل به) منهم ابن عبد الله شخصيا، وعندي مجانين في مجانين، وعلى أي حال سأكتب مرةً أخرى.
إلى هنا.... وكفى لعلني بمنتهى الصدق أقول أن أهم أسباب تحولي من مهتمٍّ بنفسه إلى مهتمٍّ بأمته ومجتمعه، ومن أدبي ولا أدبي الهمِّ (ولا تسألوني عن الهم اللا أدبي) إلى إسلامي الهم كلا والحمد لله -وإسلامي هذه تعني إنساني الهم فالإسلام أكثر الأديان إنسانيةً كما نبهني للمرة الأولى ابن عبد الله رغم كل ما درسته في السعودية في السبعينات من القرن الماضي- وذلك لأنه أقنعني بعقله الكبير، منذ كان في الرابعة والعشرين من عمره وكنت في الخامسة والعشرين.
إذن فالحقيقة هي أن توجهي الإسلامي كما ذكرت -أكيد يعني ذكرت في المدونة السابقة- أو أهم محاور بلورته وصيانته كانت علاقتي بابن عبد الله، ولكن كيف؟ أنا لم أقل جيدا كيف في مدونتي الأخيرة وكنت أشعر وأنا أكتبها بأنني متعجلٌ وربما متردد في البوح كله، لكنني الآن سأقول كيف كلها: كما وصلتني وما زلت أراجعها في نفسي بين الفينة والفينة فأدعو بعدها لابن عبد الله، كيف هذه أجيب بها على كل من يرون في علاقتي بأخي وحبيبي في الله الدكتور أحمد عبد الله (ربنا ينفخ في صورته ويخلص رسالته) أقول لكم كيف؟
هل تعرفون فوائد الصلاة؟ هل تعرفون فضل الصلاة على حياة الإنسان؟ فإذا قلت لكم أن ابن عبد الله كان السبب بعد مشيئة الحق جل وعلا في أن أكونَ من المصلين الدائمين منذ سنة 1989 وبفضل الله إلى اليوم وإلى ما شاء صاحب الأمر والمشيئة سبحانه، فهل مسلمٌ يصلي خمس صلوات في اليوم خلال كل هذه السنوات فيلمس وينعم بفضل الصلاة يمكن أن يكونَ غير إسلامي الهم؟
كنت في صراعٍ مع نفسي ومع أفكاري ومع والدي رحمة الله عليه، أما أنا فكنت أرى المجتمع كله وثقافته كلها كذبا في كذب، وكنت مصرًّا على ألا أكذب، لذلك كنت كلما سألني والدي هل صليت الظهر؟ أو العصر؟ أو المغرب؟ أقول له لا فتقوم الدنيا ولا تقعد ويشتد بيننا الخلاف مرةً أخرى، حينما حكيت وقتها لابن عبد الله قال لي: مشكلتك أنك لا تريد أن تصلي أمامه، يا وائل لديك مشكلة مع المجتمع مع أبيك لكن هل لديك مشكلة مع الله؟ قلت له لا قال لي إذن لماذا لا تصلي في شقتك أنت (قبل الزواج كنت أعيش معظم الوقت في شقة مستقلة)، فإذا سألك والدك أجبه بنعم صليت وبما أنك صليت فعلا فأنت صادق لا تكذب، فهل تدرون كيف كانت النتيجة؟ أصبحت حريصا على الصلاة بمجرد سماع الأذان طالما كنت في البيت حتى أصلي في شقتي قبل أن يراني الوالد رحمه الله فيسألني هل صليت يا ولد؟ (طبعا الولد كان نائب طب نفسي في جامعة الزقازيق سنُّهُ 25 سنة)!
لم يمض شهر إلا وأصبحت أستشعر النظام والترتيب والهدوء وشيئا من السكينة والاطمئنان يدخل حياتي، وبدأت بعدها خطبتي وزواجي ومن وقتها أحمد الله أنني لم أقطع الصلاة، فهل لدى أحد بعد ذلك من سؤال عن علاقتي بابن عبد الله؟ وكيف كان له فضل كبير في حياتي كرجل مسلم؟ اسألوا ما شئتم فإن لم تسألوا فربما أفصل أكثر في مدونة أخرى وربما أسكت، وادعوا لنا ببركة في الوقت، وذاكرة لا تشت.
اقرأ أيضا:
خمس ليالٍ في المنامة السوق والفنادق / شيزلونج مجانين لأي حدٍّ نعبدُ الصورة؟