كان يا ما كان...... يا سعد يا أكرام...... ما يحلى الكلام...... إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام........
كانت ليله.... شم النسيم...... ومع نسمات الليل البهيم........... اقتربت منى المدام....... وهى في أحسن هندام........ وقالت لي بصوت رخيم........ ما تيجي بكره يا تيتو نشم النسيم.......... تعالى ناخد العيال....... وأيضا قليل من المال....... ونطلع بالعربيه..... بدري من الصبحيه........ ةونكر.... السكه..... كر....... ودوغري على..... راس البر.
أنا قلت...... لأ........ في الحال... وبعد مناهدة وجدال منها ومن العيال...... وافقت على مضض...... فأنا لا أحب الزحام........ولا أحب الدوخة على الحمام..... خارج بيتي.... أو في أي مكان عام.......
وصحيت من نومي بدري....... على صوت مراتي بيدوي...... بتنادي على زوجه بواب العمارة........قائله....أنت يا بت يا سماره...... فين العيش واللمون......والبصل الأخضر السارح.... اللي موصياكي عليهم يا مزغوده من ليله أمبارح......... فردت عليها سماره...... حاضر يا مدام..... خمس دقائق وكل حاجه هاتبقى تمام.
قمت من سريرى مفزوع... فوجدت زوجتى الفصيحه.... قاعده فى الصاله وأمامها صفيحه..... وهى بترص فيها أشياء غريبة.......... بس ليها ريحه.......... قلت لها..... أيه دا يا ستى....؟؟؟؟؟؟؟
قالت لي..... فضلت خيرك....... شويه فسيخ.... ماياكلهم غيرك...... وكام حته ملوحه..... وكيلو سردين... من عند الحاج بوحه....... فسألتها.... بكل أدب واحترام....... ودول هاناكلهم فين يا مدااااااام...؟؟؟؟؟؟
فبصت لى بعين ونص...... ورفعت حاجب وقالت....... ياسلام........... ع البحر طبعا يا همام...... أنا عامله حسابى فى البصل الأخضر واللمون...... ومتخافش.... جايبالك معايا فوطه وصابون........ وعنها......... واتشحنت الصفيحة المليانه..... فى شنطه عربيتي الغلبانه...... وبعد ساعة يا بهوات..... وصلنا بالسلامة لبلاج العائلات.... ويا دوب.... ريحت ضهري على الشيزلونج تحت الشمسيه.... وبدأت أشم ريحه البحر والميه...... وأرجع بذكرياتى لأيام الطفوله الشقيه.......
لقيت مراتى.... فرشت حصيره بلاستيك.... في حجم الطبلية........ ثم اعتدلت لي وقالت....... ياللا....قوم أفتح شنطة العربية وناولني الصفيحة أنا قلت..... يا نهار أغبر....... يا دي الفضيحة........ أبوس رجلك نقضيها شندوتشات كباب وكفته وبلاش الاحتفال بالصفيحه.... ماتهييجيش علينا دار الأفتا........ وفى لمح البصر....... قامت جابت الصفيحة واللمون والبصل......... وبعد دقائق يا حضرات لقيت البلاج كله تحول إلى مجموعه من الطبليات......
وتعالت الأصوات من كل الجهات بأجمل السمفونيات............ أنتا ياوااااد ياحسين....... ناولنى يامنيل لفه السردين........ كده برضه يابت ياماجده....... جايبه لنا الرنجه بارده....... أخص عليكى يازكيه....... ياباااااااى...... حد ينسى براد الشاى....... يبقول أيه ياسى موريس..... ماتقوم ياخويا تغسل لنا الخس والسريس.....
وفى ظرف ساعة..... يا بهوات........ تاهت رائحة البحر من أنفى وتاهت الرمال الناعمة من خلفي....... وأصبحت أستنشق عبير الفسيخ والملوحة....... ومن خلفي أكوام من البقايا على هيئه زباله منزوحة........ وعدت لبيتي في المساء......... لأنقع روحي في البانيو المملوء بالشامبو والماء عسى أن أتخلص مما أنا فيه من وعثاء........ وجاءني صوت زوجتي المصونة والجوهرة المكنونة من خارج باب الحمام...... ههه....... أظن مزاجك بقى جميل..........
فصرخت بأعلى صوتي......... حسبي الله ونعم الوكيل...... حسبي الله ونعم الوكيل......
واقرأ أيضاً:
عايز تنصب ع المصريين؟ خش من باب الدين / مدونات العيادة النفسية: سيدتي الجميلة