بعثت إلى رباب متألمة من كونها ترى المتضامنين والمتظاهرين لكنها مازالت تحتل موقعها على الضفة الأخرى.. ترى نفسها سلبية، مكبلة بخوفها... فرحت بها لأنها تملك الإحساس. وبخبرة السنين "الصراع هو الأمل" فبعد ألم المخاض يأتي الميلاد ومن السؤال والقلق نبحث عن الفعل الذي يناسبنا ويجيء على مقاسنا... وكانت رسالتها الثانية لي بها فعل مختلف.
لقد أنشأت مدونة لها على شبكة الإنترنت تبث فيها أفكارها وتتضامن فيها مع القضايا المثارة هذه الأيام على أرض الوطن... تبشر بقيم الحرية والعدالة وتفضح ممارسات ترفضها. تلك الفتاة الشابة المنضمة إلى قائمة المدونين المصريين تملك ضميراً واعياً وليس المطلوب أبداً أن يغالط المرء قدراته ويقفز إلى فعل هو غير مهيء له حتى لا يجد نفسه في موقف قد يكسره ويعيده إلى الخلف...
وبذلك أعلن احترامي لقدرات البشر وأعترف بالاختلاف ولكني لا أحب فعلين...
أولهما: أن تبخس فعل الآخر أو تشكك في نيته.
وثانيهما: أن تتجاوز سلبيتك بإيذاء صاحب الفعل الإيجابي وهذا ما لمسته في الموقف الذي تعرض له الشاب أحمد الدروبي الذي خرج من الاعتقال غير القانوني الذي تعرض له لمساندته مطلب قضاة مصر في قضاء مستقل ونزيه ثم وعد رئيس عمله محمد عبد الجواد في شركته متعددة الجنسيات (worney pap sonos komax) له وهو مدير الفرع الإقليمي بالقاهرة، عن طريق محامية وأسرته بأنه لو خرج من المعتقل قبل نهاية الشهر فلن يتخذ ضده إجراءات إدارية..
وكان من حسن حظ الدروبي أن عاد إلى عمله في الموعد الذي حدده رئيسه، لكن الثاني تراجع وآثر أن يتخلى عن الشاب المهتم بالسياسة كي ينأي بنفسه عن وجع الدماغ.. سيجد الدروبي عملاً آخر ولكن ما يثير دهشتي ويستفزني هو موقف رئيس الشركة الذي لم يطالبه أحد بأن يتظاهر أو يعتصم أو يتضامن أو ينزل حتى لزيارة نادي القضاة من بعيد، بينما أبسط ما كان يمكن أن يفعله هو عدم التعسف أو ظلم موظف لديه قرر أن يتحمل مسؤلية لا يقدر مديره على حملها......
اقرأ أيضاً:
يحيا البشر/ فاطمة من دحروج