نظرت إلى البدر الساطع في السماء ليلة أمس، كان جميلا ومكتملا، يا الله كم تمر الأيام سريعا!!
هل يحزن القمر؟! ولماذا ينظر إليه العشاق والشعراء، ولا ينظر إليه أغلب الناس إلا بمصادفة عابرة؟!
ولماذا لا أنظر إلى السماء كثيرا رغم أن الرزق فيها، "وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات:22)، وأشياء أخرى أيضا!!
الأرض تضيق وتضج بما يفعله بعض البشر، الكذب والزور والبهتان والافتراءات، والظلم والعدوان والسفاهات صراعات رخيصة ترتدي أقنعة ملونة بلون الفروسية والشرف!!
البعض يتصرفون بطريقة تجعل الأرض توشك أن تصح سلة قمامة كبيرة، وحاليا فإن قمامة البعض أصبحت تزحم طريقي، وطريق آخرين، لنقضي وقتا، ونهدر جهدا في رفع القمامة لنسير ونتنفس!!
البعض يتقيأ، ويفرز قمامة كما تفرز النحلة العسل، وكما تفرز بعض الأشجار الصمغ الطبيعي، وكما تفرز بعض الرخويات البحرية اللؤلؤ!!
شتان بين إفرازات "الحيوانات"، وإفرازات بعض "البشر"!!
المسيح قال: "كل ينفق ما عنده": والقرآن يقول: "كل يعمل على شاكلته"، والقمامة تملأ الأرجاء فتزكم الأنوف رائحتها النتنة، فكيف وسط القمامة سيرفع الإنسان رأسه إلى أعلى... إلى القمر... إلى السماء!!
لكن ليس كل البشر هكذا طبعا، هناك آخرون في حياتي ومن حولي يلعبون أدوار غير أدوار الاستنزاف، ومصاحبي الدماء!! كأنهم أقمار نزلت من السماء تتجول بيننا لتضيء حياتنا، وتسعد أيامنا.
سبحان الله...
الحقد والحسد والضغائن والصغائر والكراهية كلها تأتي من بشر، والحب والدعم والمشاعر الدافئة والأفعال العظيمة تأتي أيضا من بشر.
عندما كنت في "فالنسيا" كان القمر جميلا ساطعا حوله غلالة من ضوء شفيف، كنت مبتهجا، وبدا القمر سعيدا، وأمس كنت متأملا وبدا القمر متحفظا، ساطعا في هدوء موحي، خدرا ومتسائلا، كان متفائلا، بل متشائما، لا أدري.. هل كان القمر أم قلبي؟!
كانت حملة تنظيم الأسرة في مصر قد اتخذت لها شعارات كثيرة منها:
"أسرة صغيرة= حياة أفضل"، ومنها: "انظر حولك"، وربما أقول لكل محزون، مخنوق، تزكم أنفه رائحة إفرازات البشر، وقمامتهم، ويبحث عن متنفس أو مخرج، ربما أقول له: "أنظر فوقك".
12/07/2006
اقرأ أيضا:
على باب الله: الإنسانة/ على باب الله أشباح بيروت