قرأت مدونة أستاذنا دكتور وائل، والذي يتحدث فيها عن حالة السكوت التي تعم حالنا العربي رداً على ما يحدث في بلادنا العربية من العدو الصهيوني، بل وما يحدث لنا داخل أقطارنا العربية من تنكيل هنا واعتقال هناك و.....
وكنت منذ عدة أيام أتحدث في ندوة في إحدى جمعيات المرأة حول حالة الخرس الزوجي التي عمت البيوت، والتي أخذ منها إعلامياً الخرس الذي عم العلاقة الجنسية بين الزوجين، كأحد أشكال التواصل بين الزوجين، بالإضا فة للخرس اللغوي الذي سبقه، وبدا لي الأمر وكأن العالم منزل كبير أو المنزل عالم صغير، فلكل منهما أثره على الآخر، ويتشابك التأثير، حتى ليعجز المحللون عن تحديد أيهما السبب وأيهما نتيجة، فهل انتقل الخرس السياسي الاجتماعي والدولي إلى المنزل ليدخل في صميم العلاقات الإنسانية بين الزوجين، وبينهما وبين أبنائهما، أم العكس هو ما حدث، حيث انتقال الخرس من المنزل إلى المجال الدولي والسياسي...
أياً كانت وجهة نقطة البداية، فقد وصلنا لتلك النتيجة، فقد ظللنا فترة كبيرة نوصم بأننا شعوب تتكلم أكثر بكثير مما تفعل، ثم وبعد فترة قليلة من الزمن أصبحنا نوصم بالكلام فقط، وأصبح العالم ينتظر منا كلمات محفوظة، ومكررة، ومحددة الاختيارات، فهي إما: شجب أو تنديد أو رفض أو إعرابٌ عن حزن أو عن أسف أو.. لا داعي للنقاط الكثيرة فهذه فقط هي قائمة الكلمات..
وبعد يا سادة أصبحنا عاجزين حتى عن الكلام، والسؤال الذي يجب طرحه الآن وله وجاهته، هو: هل مازلنا أحياء؟!!
إذا كانت الإجابة بنعم، فربما يكون هذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة كما تعودنا، إذن أهلاً به، ونعم هو..
وإذا كانت الإجابة "لا" فلنتوقف عن اللوم فمن المتعارف عليه أن (الضرب في الميت حرام..)
فكروا في الإجابة، لكنى آمل ألا تنتظروا في التفكير حتى تسحب ورقة الإجابة، وينتهي الامتحان وتعلن النتيجة، ونرسب دون حتى شرف المحاولة..
واقرأ أيضاً:
فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق / هل الشتات مرض نفسي عربي؟!!