ما تزال تتردد على لساني جملة تحيا كوريا الشمالية كلما دار حديث كالشائع في أحاديث المصريين عن جبروت أمريكا وقوتها التي لا تقهر، ورحم الله السادات وقولته المشهورة "أنا مقدرش أحارب أمريكا" عندما قبل بوقف إطلاق النار عام 1973، ودون الدخول في تفاصيل وملابسات ذلك، أستعيد أنا دائما في ذاكرتي وربما أقول تحيا كوريا الشمالية، وأضيف وغدا إيران!
أما حكاية تحيا كوريا الشمالية، فكانت في أحد شهور الصيف ربما منذ عامين أو أكثر، كنت أسير وابن عبد الله في طريقنا من الجامعة إلى محطة القطار ورأينا إعلانا عند قصر ثقافة مدينة الزقازيق عن معرض ثقافي تقيمه كوريا الشمالية، ولا أنسى على إثر حوارٍ بيننا عن كوريا وموقفها الفاضح لضعف أمريكا... حين قال ابن عبد الله مازحا ونحن ندخل من باب المعرض تحيا كوريا الشمالية.
أذكرُ بعدها أننا تحدثنا عن قوة حزب الله وتنظيمه المبهر وسعة أفق كل من رأينا من أعضائه في زياراتنا المتعددة للحبيبة لبنان، وتحدثنا عن طائرات الاستطلاع والتجسس التي أعلن حزب الله اختراقها المجال الجوي الإسرائيلي، وعن القضية النووية الإيرانية والحقيقة أن ابن عبد الله لم يكن يتوقع كل هذه القوة من إيران، بينما كان لي رأي آخر أبنيه على ما عرفت من قوة حزب الله.
بالأمس شاهدت حوارا مع الرجل العربي (أخاف أنه الوحيد بين الزعماء) حسن نصر الله أجراه معه غسان بن جدو على الجزيرة، كان نصرَهُ الله واثقا بربه رافع الرأس، شعرت بكثير من الاطمئنان بالنصر ولكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أشعر بالراحة أبدًا وأنا أشاهد قتلانا في لبنان وفي فلسطين والعراق، فهل معنى ذلك أن نستسلم؟ رأيي الشخصي هو أننا يجب أن نصر على أن تكونَ المعاملة بالمثل، فإذا كان للجنديين الإسرائيليين كل هذا الثمن فإن لأسرانا ثمن لا يقدر ولا يشبه ولكن من يمتلك عزة المطالبة بالحق من وسط جماعة الخرس التي تحكم بلادنا؟
يحضرني قول طاووس:
أينَ ادِّعاءاتُ العربْ!
أين الرجولةُ والشهامةُ والنبالةُ والكرامةُ والخطَبْ؟
أين التأسُّدُ والتخَوْلُدُ والتعوْمرُ والتعَنترُ والغضبْ؟
أينَ ادِّعاءاتُ العربْ!
من نصفِ قرْنٍ مُوجِعٍ من نصفِ قرنْ
لا شَكْلَ يأخُذُهُ المماليكُ العربْ
غيرَ الْتِواءاتِ الذَّنبْ!
يتصَرَّفُونَ كما الذنبْ
من نصفِ قرنٍ موجعٍ من نصفِ قرنْ
يمشونَ يهتزونَ يحتدونَ يمتدونَ يرتدونَ يسترخونَ/
يخْفونَ القذارةَ كالذَّنبْ!
وقول مزروع في سقوط بغداد
يا أيها الزعماءُ دامَ خُضوعُـكمْ! بِئْسَتْ مواقفكمْ وبئسَ المنقلبْ!
ماذا إذا وطيءَ المسيخُ نساءَكمْ؟! واحتلَّ أظهُركمْ وغاصَ إلى الرُّكَبْ؟
ستُـبَـرِّرونَ شُـذوذَهُ.. لبناتِكُمْ،، وترحبونَ بكلِّ باغٍ ..مغْتَصِبْ!!
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل لنا من بعد كوريا حزباً نهتف بحياته ونشرف بأنه عربي! إذن يحيا حزب الله، وتحيا كوريا الشمالية وكل المجابهين بعزةٍ غطرسة الشيطان الأكبر.
اقرأ أيضا:
شيزلونج مجانين لأي حدٍّ نعبدُ الصورة؟ / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد