وصية أم لابنتها
لا تمشي في وسط الشارع ولا على الرصيف، لا تسافري بالقطار أو بالباخرة أو بالطيارة، باختصار لا تركبي الجو أو البحر أو البر، لا تنتقلي بالمواصلات العامة أو بسيارتك الخاصة داخل البلد...
هذه وصية أم لابنتها... وهي ليست وصية أم إياس لابنتها عند زواجها تلك الوصية المشهورة في تراثنا لكنها وصية أم لابنتها وهي مسافرة لمصر. ولن أتحدث عن مبالغة تلك الأم التي تعد من أعداء الوطن والتي تشوه سمعة مصر أمام ابنتها. ولكن سأكتفي بلمحة ضئيلة عن حوادث الطرق بمصر، وآخر أشهر حوادث بمصر:
* حادثة قطار الصعيد في فبراير 2002 والذي تفحم فيه أكثر من 300 راكب
* حريق قصر الثقافة ببني سويف والذي راح ضحيته أكثر من 50 شابا من خيرة شباب مصر المثقف سبتمبر 2005 (لم أستطع التوصل لمصدر يوضح العدد بدقة أو قريبا منه).
* حادثة عبارة السلام 98 والذي راح ضحيته حوالي 1000 راكب فبراير 2006
* حادثة قطاري قليوب والذي راح ضحيتهما أكثر من 60 راكب أغسطس 2006
ألا نلاحظ أن كل هذه الأعداد المهولة حدثت في أقل من خمس سنوات. قدم الدكتور صالح عبد الرحمن دراسة قيمة رصد فيها بالأرقام واقع حوادث الطرق في مصر وتطورها، وقال في دراسته إن هذا الواقع يدفعنا لأن نرفع علامة "خطر" فوق الطريق!
وذكرت الدراسة أن عدد قتلي حوادث الطرق قبل عشر سنوات كان 4400 قتيل، و 22 ألف مصاب. وقد وصل هذا الرقم عام 2004 ، إلي 8 آلاف قتيل و 32 ألف مصاب "( نقلا عن جريدة الموقف العربي 8 أغسطس 2006 )!
أنا أضع هذه الأرقام بين يدي المسؤولين وكبيرهم لا لأنهم لا يعرفونها بل لنذكرهم بأن أعداد قتلانا في حوادث الطرق أضعاف من يستشهدون في ميادين القتال لرفع الرؤوس والنفوس، وكلمة نهمس بها في أذن من يطنطنون بأننا دول تنشغل بالتنمية والتعمير بدلا من الحرب والخراب والتدمير ولا ندري أي خراب أو تدمير ممكن أن يلحق بنا أكثر مما نحن فيه على أيدي مسؤولين غير مسؤولين.
اقرأ أيضا:
السهل الممتنع / طيارتي الورقية / الباشا! / الكلمة