الدعم النفسي..(1) فكرة لبنان
أشرت في المدونة السابقة الدعم النفسي(1) فكرة لبنان إلى دليل المساندة النفسية لمتضرري حرب لبنان، وأقدم هنا فكرة عن محتوى الدليل، لقد فقد أهل لبنان الكثير ومستعدون لتحمل المزيد لأنهم ذاقوا نيران الاحتلال، وصمودهم هو رمز القوة النفسية.. وهم مؤمنون بأن عليهم صنع الانتصار وانتزاعه إلا أن صمودهم لا يعني أنهم ليسوا بحاجة إلى الدعم النفسي، بل هم في حاجة إلى ما يجعل صمودهم سليم، فقوة وثقة الشعب اللبناني لا تعني أنه شعب لا يشعر بالألم أو الحزن جراء ما حدث، بل أن ما تسمعه منهم مأساوي ورهيب، كثير منهم في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي ولهذا كله تم بحمد الله إعداد وطبع دليل أو كتيب للدعم النفسي لأهل لبنان ونشره على موقع إسلام أون لاين برسالة مؤداها "من فرَّج على مسلم كربة فرّج الله عليه في الدنيا والآخرة".
لم يكن من الصعب تجهيز الدليل أثناء حرب لبنان، لأني أعددته بالفعل وأعمل به في مجال التدريب منذ سنوات، وفي كل تدريب أو محاضرة كنت أطور وأحسن وأكتسب خبرات جديدة، فحين سافرت إلى شرم الشيخ مثلاً بعد التفجيرات الأخيرة اتضح أن الأطباء والمسعفين في حاجة إلى معرفة كيف يحافظون على صحتهم النفسية، ومن خلال العمل مع ضحايا العبارة من صعيد مصر اتضح انه من المهم معرفة ثقافة المنطقة التي تقدم فيها الخدمة لتنجح في تقديم نفسك لهم.
يتضمن الدليل كيفية التواصل وتكوين علاقة مع الحالات، ثم يشرح طرق الفرز النفسي للتعرف على الأشخاص الذين لديهم اضطرابات نفسية خلفتها الحرب وأهمهما اضطراب التفاعل الحاد للكرب واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
يحتوي الدليل أيضاً على طرق الدعم النفسي للراشدين سواء الدعم النفسي الفوري أثناء حدوث الكارثة أو القصف أو الدعم النفسي اللاحق أي بعد انتهاء الحرب، ذلك أن الدعم النفسي في الكوارث والحروب هو أشبه بخدمة الطوارئ أو الإسعاف، ويتم الدعم النفسي بشكل جماعي لأن ذلك يقلل من احتمال إصابة الفرد باضطرابات نفسية ناتجة عن الصدمة فيما بعد، فيتكلم كل فرد في المجموعة عن معاناته النفسية أيام الحرب والآن وعن انفعالاته وعن أصعب اللحظات التي مر بها، ثم نقدم لأفراد المجموعة معلومات مفيدة عن كيفية التعامل مع المتاعب النفسية الناتجة عن الحرب وعن أهمية التفاؤل والاستفادة من الإمكانيات الشخصية ومن المساندة الاجتماعية التي يقدمها الآخرون، ومن جانب آخر فإنه من المهم للغاية بالنسبة لمن يقدم هذا النوع من الدعم النفسي أن يقرأ الدليل بتمعن ويكون على استعداد للاستماع إلى مصائب الناس وعليه ألا يعيش تجارب الناس لدرجة ويندمج فيها بشدة...
وفي نهاية الدليل عرض طرق الحد من الضغوط النفسية المصاحبة للحرب:
1- تحدث مع أي شخص عن غضبك والمشاعر والأحاسيس التي بداخلك.
2- اطلب المساعدة واستشر المؤسسات المختصة بالصحة النفسية.
3- لا تجعل نفسك مسئولا عن الأحداث، ولكن يمكن أن تكون ضمن الأفراد الذين يقومون بعمل الإسعافات الخفيفة.
4- كن أكثر نشاطا وزد من التفاعل الاجتماعي والمشاركة لتجنب الضغوط النفسية التي يمكن أن تحدث لك نتيجة الحرب.
5- اقضِ وقتك مع الأصدقاء والعائلة، والجأ إلى أشخاص معينين من الأصدقاء والعائلة الذين لهم تأثير لتخفيف الأعباء النفسية.
في انتظار مشاركاتكم ونستكمل في المدونة القادمة
ويتبع >>>>: الدعم النفسي....(3) أتخيل لبنان
واقرأ أيضاً:
الجيل الصاعد... يقف بجانبك / وزيرة... زوجة شهيد؟