لن أحدثكم عما أعجبني بإسطنبول في أول زيارة لي لتركيا.. فطبيعتي ورغما عني تجعل عيني ترى دائما المزعج والمؤرق ولم آسف يوما علي رؤيتي تلك للأشياء فهي لا تنم عن تشاؤم ولكن عن رغبة للسعي نحو الأجمل والأحسن وهذا هو المطلوب منا جميعا في كل زمان ومكان... رغم شهرة تركيا عند عامة المصريين بالتسوق قبل السياحة إلا أنني كنت مؤهلة للانسحاب وراء السياحة الثقافية والمزارات فحضرت الدراويش بالمولوية وفوجئت براقصات أو درويشات.
وعندما عدت إلي الكتب عرفت أنه كانت هناك دائما في مصر في عصر المماليك نساء بين المتصوفة ولكن في حلقات خاصة بهن ولكن يبدو أنه من كثرة ما رأينا في الرسوم التي تسجل صور الدراويش فقط تثبتت لدي تلك المعلومة الناقصة التي جعلتني أتصور أن ذلك العرض الذي حضرته للدراويش والدرويشات هو من بنات أفكار الترويج السياحي خاصة أنه ضم أيضا طفلا صغيرا...
كان الجو خانقا لأن العرض مقام بمكان أثري والحاضرين كثر مابين واقفين وجالسين وربما ما أفقد الآمر بعض هيبته مشهد الحضور بالشباشب والملابس الصيفية البسيطة والمتنوعة وكم زرت من متاحف وجوامع وقصور ولكن ما أوجع قلبي هو زيارتي لمتحف آيا صوفيا أو كما يسميه الأتراك الحاج صوفيا أو سانت صوفي كما يطلقون عليه على بعض كروت البوستال والمسجد كان في الأصل كنيسة تعود إلي العصر البيزنطي وقد تحول إلى مسجد بعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية مثله في ذلك كمثل الكثير من المنشآت الدينية التي تعرضت لتغيير هويتها في عصور التعصب الديني التي نعود إليها للأسف ومما عرفته من بعض الأصدقاء في إسطنبول.
أن علماء الآثار قد واجهوا مأزقا علميا وأخلاقيا عندما باشروا ترميم المسجد الكنيسة في القرن الماضي فتحت بلاطات القيشاني الإسلامية التي سقطت ظهرت الرسوم الجدارية المسيحية فأيهما ينبغي الاحتفاظ به؟ وكان ختامها مصريا مئة بالمئة عندما مررت على مقر القنصلية المصرية بحي بيبيك الراقي الغني بالغابات والحدائق وقد أهدت الوالدة باشا هذا القصر إلى حبيب مصري كما تقول الروايات الشفهية ثم آل إلي الحكومة المصرية فتحول إلى خرابة. وعرفت أن تركيا تطالب مصر منذ خمس عشرة سنة بترميمه بلاطائل... هذا هو حالنا أينما ذهبنا... خراب.. ومعي صور شارحة وفاضحة لمن يهمه الأمر....
واقرأ أيضاً:
الضحك قال ياسم ع التكشير/ إهانة الرئيس الأمريكي