في مرة سألت مدرسة الموسيقى بعد طول حديث عن الأذن الموسيقية ودورها وجمالها كيف تكون الأذن موسيقية أو كيف تصبح كذلك فأجابت ضاحكة يجب أن تكون كبيرة جدا واضحة جدا أنها أذن مثل أذن الفيل!!! اسرد الحادثة خلال تفكيري لزوم ما يلزم كي تكون طبيبا نفسيا؟ فلو كانت الأولى تتطلب أن تكون أذن من الناحية الشكلية والتشريحية قادرة على السمع بدقة فهو أمر يسهل تمييزه فهل مختص النفس يجب أن يكون نفس نفس؟؟ يعني إيه!!! هل يعني عاطفي أو حنون جدا أو عدم المؤاخذة مجنون برضك بشدة؟
أثناء سفري جلست بجانبي سيدة متبرجة بشعر مصبوغ ومصاغ كثير يرافقها رجلان أحدهما شاب والآخر أقرب إلى الخمسين من عمره تبدو على ملامح الشاب الخضوع والطاعة وتبدو على ملامح الكبير العمق والتكبر بينما كانت سيدتهم تتفجر غضبا مكبوتا بعد تركهم لها بجانب متاعهم وانصرافهم لبعض أمرهم تناولت هاتفها المتنقل وبدأت في الحديث الذي لم أقصد تسمعه ولكن صوتها كان من النوع الحياني كنت أشاهد برنامج عن بطولة البلياردو التي خبرتي فيها تقاس بخبرتي الموسيقية والنفسية كان مجمل كلامها شكوى من الكبير وكيف أن معه تابعه الأمين وأن سلوكه لم يعد يطاق وردا على محاولة تهدئتها من الطرف الآخر قالت لاءه مفتكرش أنه قادر يستفيد من الكلام اللي عمال يقوله للعيال لليل نهار!! ده أكل عيش مش أكثر!!!!!
يبدو أنها لم تكن في حالة تسمح لها بتقبل أي مخالفة لرأيها بأنه غير طبيعي وإمعانا منها في شرح معاناتها معه من سنين قالت أساسا كل الناس اللي بتدرس علم نفس مجنونة من الأساس وجنانها واللي ناقصها هو السبب خلف اختيار التخصص التعيس!!! لو كان فالح كان درس حاجة عدلة!!!! أول نقد كنت أسمعه يوجه لعلم النفس وأصحابه فهم عادة صفوة وجهابذة نحترمهم ونخشى قدرتهم على اختراقنا وفضح أسرارنا فضحكت....
وهنا أدركت تلك السيدة وجودي بجانبها فرمتني بنظرة نارية متحدية أن أجيب أو اعترض وبالطبع لم أفعل فتلك معركة لا ناقة لي فيها ولا بعير، بعد قليل عندما عاد الكبير المختص وتابعه الأمين سارعت بإغلاق هاتفها وفي نفس اللحظة راوغت الكرة لاعبها فبعد لمسها للمرمى رمت بثقلها للجهة الأخرى وجرت بعرض الطاولة فضحكت لأن الحياة مبتريحش حد ولا حتى الكرة تريح لاعبها.....
هنا وصلتني لافا البركان النشط بجانبي فقالت يعني ما شاء الله متابعة قوي!!! وفاهمة اللعبة؟! نظرت إليها وأنا أجمع أغراضي مهاجرة بعيدا عن بركانها الحقيقة لاءه ولكني استمتع بالمشاهدة لعلي أتعلم أي لعبة في الحياة فأنا لا أعرف غير الجد وحياتي كلها وش واحد!! بعد أن شهقت ودعتها بابتسامة فلا أحد بإمكانه أن يستفزني في ساعة سكينة طبعا ما عدا معالجتي التي أكتب هذه السطور انتقاما منها واسأل نفسي هل يا ترى من أطلب مساعدتها أكثر جنونا مني حقا؟ هل هم فعلا ناقصهم حاجة بيعوضوها في حياة الناس؟ يعني هم مش تمام نفسيا؟ يعني إذا كان بإمكان أي أذن أن تصبح أذنا موسيقية يمكن لأي... أن يصبح مختصا نفسيا؟؟ وهل لأنهم أصلا... أقدر من غيرهم على فهم.......؟ أسئلة كثيرة لكن مش لاقيه إجابة عليها هل يخبرني أحدكم عن طبيبه النفسي وهل كلهم في ساعات......
واقرأ أيضاً:
ساعات سكينة: ساعة ضيق / ساعات سكينة: ساعة الأخبار