لازم نعترف إن المجتمع الشرقي له مفاهيم ومعتقدات اجتماعية وفكرية راسخة في وعيه وعقله من مئات السنين ومهما حاول يغيرها أو يهرب منها تطلع بدون ما يدرى وبدون ما يقصد، دايما يقولك الستات كلهم أو كلهن عجينة واحدة، أو كل الستات قطعية واحدة مفيش فرق بين حاملة الدكتوراة وحاملة الحلة، يقولك فلان أسود عبد، أو تلاقى تفرقة عادية ويومية بين الولد والبنت، أو تعالي واستخفاف بأقلية في العرق أو المذهب الديني أو الديانة، والغريب العجيب أن هناك معاملة لأطراف وناس ممكن يكونوا أقرب الناس إلينا بمنتهى الفوقية والاختلاف وده اللي ممكن نقول عليه تمييز واضطهاد، عشان كده تعالوا نفكر مع نفسنا لماذا نميز ونفرق بيننا وبين الآخرين، لماذا نضطهد آخرين مختلفين عنا.
ثم هل شعرت في يوم أنك مضطهد، أن الناس تعاملك بطريقة مختلفة وغريبة وأنك تشعر بشيء غير عادل وغير طبيعي في معاملتك مع الناس، ممكن يكون هذا مجرد شعور أو إحساس، لكن هل ذهبت مرة للتقدم لوظيفة وأول ما شافوك رفضوك، أو أول ما عرفوا اسمك نبذوك، أو لما لقوا إن المتقدمة للوظيفة ست رفضوا فورا حتى إجراء امتحان القبول، هل ضبطت نفسك ذات مرة بتكن مشاعر كراهية شديدة لشخص وبعدين قعدت تفكر أنا بأكرهه ليه وفييييييييييين لما اكتشفت إنك بتكرهه وبتعامله وحش لأنه من غير مذهبك أو طبقتك أو لونك؟
هل ترى المرأة مواطن درجة تانية مفروض تعامله بالشدة وبالغلظة وبالعنف عشان هم أو هن ميجوش غير كده، كل هذه المشاعر والسلوكيات هى بالضبط ما قد نطلق عليه التمييز. لكن يعنى إيه تمييز؟ التمييز ببساطة هو كل ما هو لا إنساني.
فاكرين محمد منير وهوه بيغني في حدوتة مصرية، لا يهمني اسمك لا يهمني عنوانك، لا يهمني لونك ولا بلادك، مكانك، يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان، هذه الكلمات التي كتبها الشاعر الراحل الكبير عبد الرحيم منصور هي مفتاح الحياة لأنها باب المساواة، إن المهم هو الإنسان مش اللون ولا المكان ولا المذهب ولا العنوان ولا الطبقة ولا المادة، يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان، وزي ما قال صلاح جاهين وكأنه يلوم كل إنسان ميز واضطهد إنسانا للونه ومذهبه وجنسه قال: إنسان أيا إنسان ما أجهلك /ما أتفهك في الكون وما أضألك / شمس وقمر وملايين نجوم / وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك، عجبي، وكمان لما كتب بالتحديد عن التعذيب أنا كـل يـوم أسـمع.. فلان عذبوه.
أسـرح فـي بغـداد والجزاير واتوه، مـا اعجبش م اللي يطيق بجسمه العـذاب، واعـجـب مـن اللي يـطـيق يعذب أخوه.. يا جماعة لا تمييز ولا اضطهاد ولا استعباد ولا استغلال فكلنا واحد ومصير وحيد زى ما قال كمان عمنا صلاح جاهين، يا طير يا عالي في السما طظ فيك / ما تفتكرش ربنا مصطفيك/ برضك بتاكل دود وللطين تعود/ تمص فيه يا حلو.. ويمص فيك، وعجبي جدا يازمن ويابشر.
واقرأ أيضاً:
إهانة الرئيس الأمريكي / أيام بيروت السينمائية