تاراباتاتووووووه (3)
مصائد للأحلام
نقرأ في قصص الحكماء الأصليين أنهم يصنعون ببراعة "مصائد للأحلام" وهم يعتقدون أن مصائد الأحلام هذه ذات شكل دائري تمسك بالأحلام الحسنة والسيئة وتنقل الأحلام الحسنة إلى النائم عن طريق فتحة في المنتصف أما الأحلام السيئة فتقع وتتخبط في شبكة معقدة وتهلك في ضوء النهار!! والأحلام تستطيع أن تغير وتوجه البشر لذا تكتسب الأحلام مكانة سحرية بين البشر، ويكمن سر جمال العلاقة بالله عز وجل أنه صانع لأحلام البشر الخاصة دون مصائد وهذه الأحلام ستتحقق حتما في مشهد ثاني يحدده عز وجل بحكمه وتوقيت فهو" المقيت".
ومن أجل وأعظم فرصة لتحقيق الأماني هو "شهر رمضان" ودوما كنت أسأل نفسي هل أراد الله بمنح هذا الشهر لكل مسلم أن نذكره ونعبده ونتقرب إليه؟ أم للقصة وجه آخر!!
فالواقع يقول أننا سنزيد حتما في درجة القرب والتذكر لله ولكن الله عز وجل لم يطلب أبدا منا أن نحيا من أجل عبادته المحضة وهذا ما يفعله عوام المسلمين ولكن دوما كان حديث الله إلينا أن نذكره ليذكرنا.. أن نعبده كأننا نراه.. أن يكون نسكنا ومحيانا له ويذكرنا دوما بأنه خلقنا لنعمر ونفكر ونتدبر ونحيا ونبتكر ونخترع ولكن في حالة من استحضار وجوده وهيبة سلطانه، فيهب لنا هذا الشهر لكي يتحقق لنا ما يريد لنا فالله عز وجل يريدنا عاملين كادحين متعلمين مبتكرين يريد لنا أن نحيا حياتنا في إطار معيته فمن يستطع أن يفعل ذلك طوال شهر كامل غالبا سيستطيع أن يمارس ذلك فيما سواه.
وكأن الله يضيء لنا نورا جليلا عميقا حول عدة معاني ليقولها لنا منها...
1. أنني موجود طوال الوقت وحين يستبد بك التعب وتأخذ الحياة منك مباهجها فلتأتي عبدي في واحة خضراء -رمضان- بها عبق لن تشعره إلا هنا في هذا الوقت بالذات وحقا ستبذل فيه ولكنه البذل الممتع والذي سيوقفك على قدميك من جديد فلا تنسى أبدا أنني موجود.
2. قد لا تكون الحياة أفضل ما أقدمه لك ولكنه ليس أفضل ما عندي لك فلتتأكد أن هناك مشهد ثاني تتحقق فيه الأحلام والأماني فلا فراق.. لا ألم.. لا ظلم.. لا تعب ولتعي أن لكل شيء غال ثمن غال فقط استمر ببسالة ونبل لتصل للمكانة التي أعدك إياها وحينها لن تصدق قلبك أو أذناك أو عيناك.
3. لم أهب لك رمضان بكل ما يحمل من مطمع ومطمح لتراكم الحسنات فوق الحسنات فقط ولكن لتتعلم ما أريده لك وأهمه أنه لن يكتمل إيمانك إلا بوجود الآخر في داخلك تذكرة وتسعى له فالإفطار في موعد واحد.. التراويح في موعد واحد.. وهناك تأخذ البركة وفعل الخيرات بعدا جديدا بداخلك فحتى تواصلك بأقربائك له تذوق آخر فلو خرجت من رمضان تحمل حسنات وحسنات وفقط فلتعلم أن إيمانك لم يكتمل بعد!!
ترى هل يمكن أن تتناغم تلك المعاني وتذوب بداخلنا فنحيا بها حتى يحين موعد تحقيق الأمنيات!!
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووووووه (5)
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة مقدمة / من أنت؟