قد تكون الكارثة طبيعية كزلزال مصر 1992 أو فيضان تسونامي، وقد تكون من صنع البشر بالإهمال الذي أدى إلى غرق العبارة السلام 98 أو مقصودا كحرب لبنان السادسة، ولكن النتيجة واحدة وهي أننا عادة وفي معظم الأحوال نواجه بعدد من المصابين الذين يصعب تقديم الخدمة الطبية المناسبة لهم، فكيف يمكن أن ننقذ هؤلاء الناس قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن يصبحوا قتلى أو ضحايا الكارثة وقبل أن نستمع في الأخبار إلى عبارة ".. ارتفع عدد القتلى إلى كذا......"؟
كانت خطوة جديدة ورائدة لمركز التعليم المتطور بالقصر العيني- مصر، بمبادرة من الأستاذة الدكتورة جيهان الخولي، حيث سعت إلى تقديم دورة تدريبية مميزة للأطباء حول إدارة الكوارث، وقد بدأ التدريب بتعريف الكارثة والفرق بينها وبين الحادث، ثم أهمية الاستعداد للأزمات قبل أن تحدث، وما هي طرق الاتصال التي يمكن استخدامها أثناء أزمة كحرب لبنان مثلاً، حيث قطعت الطرق وتوقف الاتصال بالمحمول والهاتف لفترات... كيف يمكن أن يتواصل مدير الأزمة مع فريق عمله، وكيف يطلب الأطباء و المسعفون إلى مكان الكارثة؟؟
من أهم ما قدم في الدورة والذي نحتاج كلنا إلى التدرب عليه هو الإجابة على تساؤل: كيف ننقل المصابين بحيث لا يموتوا قبل أن يصلوا إلى المستشفيات؟ والإجابة هي بتصنيفهم وتقديم الإسعافات المناسبة لهم ثم نقلهم بدءاً بالحالات الأكثر خطورة.. وقد شمل التدريب جانبا عمليا تطبيقيا.
شاركت في هذا التدريب بتقديم ورشة عمل مع الأستاذ الدكتور عز الدين فكري، وقد تناولت الورشة طرق تقديم الدعم النفسي أثناء الكارثة وبعدها، وأهمية المحافظة على فريق عمل الطوارئ المكون من أطباء ومسعفين وممرضين ومتطوعين وغيرهم، إن فريق الطوارئ –من خلال الخبرة- هو أهم فريق نحتاج إليه حين تحدث أي أزمة في المستقبل، وليس في صالح هذا الفريق الاستغناء عن أحد أفراده لأنه تأثر نفسياً بالأزمة، فأعضاء الفريق يكونون مدربين ومؤهلين على التعامل مع الكوارث.
اعتمدت ورشة العمل على المناقشة المفتوحة التي شارك فيها الأطباء المتدربون باهتمام، خاصة أن بعضهم قد عايش أزمة أو أكثر في مكان عمله، وكان من المفيد أن يتعلموا كيفية المحافظة على الصحة النفسية ودور الأخصائي النفسي في التعامل مع الناجين ومع فريق العمل الطبي.
د.داليا مؤمن: عضو مركز التدريب على طب الأزمات، ولمتابعة سلسلة كتابات مشروع المساندة النفسية:
واقرأ أيضاً:
مشاركة د.قدري حفني / أعجبتني الخبرة مشاركة / من مؤمن إلى د.داليا مؤمن