قطعة من طفولتي وشرخ شبابي فقدت صباح الجمعة الفائت. قطعة جميلة مزدحمة بالإثارة والمتعة، تنشط فيها أحاسيس عدة، يغمرها الضوء والموسيقى.. تبدو منسجمة الآن مع ما أجد نفسي عليه أكثر مما ظللت أظن أو أنكر.
أمضيت الجمعة حزينة أستمع للإذاعة وأتابع خبراً تكرر طوال اليوم، شعرت معه أني كبرت فجأة؛عندما يبدأ من نعرفهم ونعتاد وجودهم بالرحيل، نتفقّدُ الأيام التي مرّت فنجدها بعيدة، غائرة في ثنيات زمن يركض يجعلهم وإيانا غرباء على أرض ظننا طويلاً أننا نعرفها.
إنها مدعاة للحزن والشفقة أن رجلاً بعث السعادة والفرح والحماس في قلوب عشرات الملايين على وجه البسيطة، لو طرق باباً ذات مساء في أي مكان على الأرض لوجد ذراعين مرحبين وراءه كما يجد الواحد منا عند أهله، أقول من المحزن أن الراحة والسعادة استعصت على نفسه وجافتها، وتركتها مرتعاً للوحدة والألم والخذلان... ليس في البرية وحشاً أشد فتكاً وقسوة من ابن آدم، لا والله!.
في النفس جراح ندوبها تبقى مهما كان المرمِمُ بارعاً، جراح يفتحها آباؤنا في نفوسنا الغضة، حين لا تستوعب لطراوتها معاييرهم العالية ومُثلَهم التي لا يحسنون امتثالها وخططهم التي يضعونها لنا ولأنفسهم، تلك الجراح وإن حاولنا نسيانها لا تنفك ندوبها عن الإمساك بعنق الذاكرة حتى تتقيأها من جديد طازجة وحارقة، فتكوي الحاضر وتطل على المستقبل وتمد ظلال الماضي على كل الزمان. ولأن العمر يمشي متجهاً للأمام دوماً، ما تركنا منه وراءنا لا يمكن لنا تعويضه، وحين نقفز عن مرحلة فيه فتلك قفزة للأبد!.
سأذكر دوماً أن الألوان حولي فترت قليلاً حين سقطت تلك القطعة من شريط حياتي على سرير في سيارة الإسعاف في مكان ما على ساحل الهادئ... لن أنسى أن الحياة دنيا.
Don’t Stop Till You get Enough!
ويتبع >>>>>>: مايكل جاكسون: مشاركة
اقرأ أيضاً:
في العتمة! / في التفاصيل