في الأهرام في 24 يناير سنة 1980 (منذ ثلاثين عاماً تقريباً) كتبت عن فضيلة الدهشة، ثم في تعتعة سابقة هنا 17-11-2007 كتبت عن الدهشة طريق إلى الله: طفلان يتحاوران يتعجبان لوالديهما كيف لا يندهشان مثلهما، ثم في برنامج حديث لإحياء القيم التي ماتت لدينا، تملكني غمٌّ عظيم أن كل المشاركين –تقريباً– لم يعودوا يعرفون أصلاً ما الدهشة!.
هل ماتت الدهشة من فرط الاستقرار؟ حين أصبح كلّه مثل كلّه؟، قررت أن أنشر الأرجوزة الحديثة أولاً، ثم ألحقها بمقتطف من التعتعة السابقة، آمِلاً أن يصل القديم جديداً، فهي الدهشة!
أولاً: الأرجوزة (طفل يخاطب أباه)
بتشوف الحاجة ازاي دايما زي ما هيّهْ؟
وأنا كل مرة باشوفها يعني مش هيه
هوّا انت يا خويا عنيك ديّه
مش همّا تمام زي عنّيه؟
أنا بافرح باللي باشوفه جديدْ
بالشكل دهُهْ دنياي بتزيدْ
وانت عمال بتعيد وتعيدْ
وانا كل مرة بلاقي نفسي فْ دنيَا ثانيةْ
يعني الساعة بتبقى
عندي مليون ثانية
طب جرّب مرة تتأمل حاجة شايفْهَا
من غير ما تقولَ ما انا عارْفهَا
حاتشوف زيي ويمكن أكترْ
حاتلاقي الألوان تتغيرْ
وحاجات تِكْبر وحاجات تصغرْ
وحاتعرف من غير ما تفكر
ربنا موجود... الله أكبر
هوّا انت ليه حاطط الدنيا جوّا برواز
وعنيك راكب مطرحها إزاز
دنا بارسم بعيوني الدنيا أوّل باوّلْ
وكأني باشوف كل حاجة كده مالأوّل
لو تعملها مش حاتعجّزّ عمرك أبداً
حاتخاف حبّهْ، وتفرح حبةْ، والديك يدّنْ
وتلاقي نفسك بتطير وتعومْ
من غير جناحات ولا حتى هدومْ
لأْ مش قصدي
حقك عندي!
****
ثانياً: (من التعتعة القديمة): طفلان يتحاوران
* شفت يا ابنى البرتقانة؟
ـ شفتهاَ
* بس دي مش برتقانةْ
ـ أيوهْ عارفْ.
* تبقى إيهْ؟
ـ تبقى هيّهْ البرتقانهْ
* يعني إيهْ؟
ـ يعني هيهْ زى دكههْ، بس لأْ: مش زى دكههْ.
* ما انا عارفْ، بس قول لي: يعني إيهْ؟
ـ يعني تِسْكتْ.
* طبْ سكتْ.
ـ إنت ساكتْ وانت عارفْ! ولاّ خايف إنَّي شايفْ؟
* ما انت عارف إن خوفنا مالجديد، هوّا بيقرب لنا الحاجة البعيد
ـ قومْ تشوفْها ازاي بقى؟
* قوْم أشوفها جوّا مني، بس برضُهْ برّه عني.
ـ يعني إيه؟
* يعني اشوفها كل مرّة زي ما أكون باخترعها
ـ يعني إيه؟
* جرى إيه!! ! هوَّا انا "بابا" قُصادك؟
ـ هوّا بابا بيعمل إيه؟
* بابا بيجاوب عليّا قبل ما اسأل أي حاجة.
ـ يعني إيه؟
* لسّه برضه تقوللي تاني "يعنى إيه"!!
ـ تيجي يا بني نقول لبابا "يندهش" كدا زينا
* لأ يا عم
ـ لأَّه ليه؟
* بابا لو إنه "اندهش" حايطب "ساكت"
- يا نهار اسود
* لأ، ولسّه....
ـ لسّه إيه ؟
* لأ... خلاصْ.
ـ ما خلاصشي لسّه.
* أيوه فعلاً، طول ما إحنا "بنندهش" "ما خلاصشي لسّه"،
ـ يا حلاوة.
* ياحلاوهْ لو بقوا كدا زيّنا!!
ـ همّا مين؟
* هما كل الخوّافين
ـ يعني مين؟
* إللي "بيجاوبوا" بِدَال ما يشوفوا إحنا شفنا إيه
ـ وانت عايز منهم إيه؟
* يعني لو سمحوا كدا كام حبّة نونو، كنا نكبر زي خلقةْ ربنا
ـ آه صحيح، يبقى ممكن إننا...، ولاّ بلاش
* خُفت ليه؟
ـ أصل انا كنت حأقول: كنا ممكن إننا نشوف ربنا، قصدي يعني نحبّه جداً.
* يعني إيه؟
ـ إللي يعرف يندهش يوصلّه فعلاً
* لما يبقى حر جداً، مش كده؟
ـ حر تاني؟!
* قصدي يعني زي ما قلنا هناك
ـ قول يا ربّ
* بس حاسبْ يسمعونا
ـ طبْ خلاصْ
نشرت في الدستور بتاريخ 20-5-2009
اقرأ أيضا:
تعتعة: الوطن: وعيٌّ يتشكل!! إياكم أن يتخثَّرَ / تعتعة: تحديث أرجوزة: عن المفاوضات وخطة الطريق / كل القلم ما اتْقَصَفِ، يطلعْ لُه سِنّ جديد!!