يقول الروائي الفرنسي الشهير فرانسوا رابلية "كيف أكون قادرا على قيادة الآخرين إذا لم تكن لدي القدرة على قيادة نفسي"، وهذا ما أثبتته الأبحاث أن الصورة التي يرسمها الإنسان لنفسه يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يفكر بها. فالناس الذين لا يقدرون أنفسهم يجدون صعوبة كبيرة في حل المشكلات فهم يفكرون بطريقة جامدة، ويفتقرون إلى الابتكار في البحث عن الحلول المناسبة. وقلما يستطيعون التعامل مع المواقف المعقدة أو الغامضة.
وعلى عكس ذلك تماما فإن الإفراد الذين يحترمون قدراتهم، يكونون أقدر على حل المشكلات الصعبة وفهم العلاقات المعقدة وإدراك المواقف الغامضة. وهذا يعني أن قدرة الإنسان على معرفة مشاعره واحتياجاته ونقاط الضعف فيه، وقبوله لهذا كله يجعله أقدر على قبول نقاط الضعف التي توجد في غيره من الأفراد.
ولكن في مجتمعاتنا العربية نربي الأفراد على الكبت وعدم التعبير عن أنفسهم مما يقلل تقديرهم لذاتهم وينتج عن ذلك تنوع في الصور الذاتية لهم، ما بين الصورة المرآة وهي الصورة التي يرون أنفسهم من خلالها، والصورة الحالية التي يراهم بها الآخرون، والصورة المرغوبة التي يودون أن تكون صورتهم في أذهان الآخرين، والصورة المثلى وهي أمثل صورة يمكن أن نأخذها في الاعتبار، وأخيرا الصور المتعددة وذلك عندما تتصارع الشخصيات التي بداخلهم. فيعتقد الفرد بأنه مصاب بالشيوزفرينا، ولكي تتخلص من الصراعات في داخلك وترضى عن نفسك في رأي يجب أن تكون هناك الصورة ذهنية واحدة لك وهي تجمع كل أنواع الصور الذهنية السابقة وهي الصور الصادقة.... فكن أنت ولا تتظاهر بعكس ذلك لترضي من حولك؛
فمعرفة الإنسان لنفسه تؤدي إلى حسن تقدير المواقف وتحديد الأهداف، كما أنها تؤدي أيضا إلى كسب ثقة الناس فيه ونمو العلاقات السليمة الطيبة بين كل منهما. ولكي تحقق الصورة المرغوبة لهذا الفرد. لابد من توافر قدرة حقيقية على ضبط النفس والسيطرة على المواقف والأزمات العنيفة.
واقرأ أيضًا:
كفى ظلما للمرأة / لا تحمل البطاطا