الدستور, والقانون الدستوري، والنظم السياسية، هو ده اللي طلعت بيه. ظهرت نتيجة التيرم التاني والحمد لله نجحت بعد التعب والسهر والقلق وقلة النوم ووجع القلب. مادة القانون الدستوري والنظم السياسية هي أكثر المواد التي ذاكرتها بتركيز واستمتاع. طبيعي أني فعلت لأنها أقرب المواد للقضايا التي تشغلني في حياتي وأنادي بها كل يوم ومن هنا كانت صدمتي في دستوري العزيز كبيرة لدرجة أنها غطت على فرحتي بالنجاح في باقي مواد التيرم. كانت مادة الدستوري هي أول مواد الامتحان.
خرجت من الامتحان وأنا راضية عن نفسي وعن أدائي شأنها شأن كل المواد بصفة عامة وبدرجات متفاوتة، استوقفني بل وأضحكني أن المادة القانونية الوحيدة التي حصلت فيها على تقدير جيد جدا خلاف اللغة كانت مادة الشريعة الإسلامية التي أحترمها كثيرا بطبيعة الحال لكني لم أتوقع أن أحصل فيها علي هذا التقدير.
ولا أنكر أني ضحكت مرة ثانية عندما علمت أني قد حصلت في مادة الدستوري والنظم السياسية على ثلاث درجات من عشرين، تلاتة بس! قلت لنفسي أنا مش فاهمة حاجة. وعلى الفيس بوك جاءتني تعليقات محيرة خصوصا عن كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية. طالبة اكتفت بنقل الأسئلة في ورقة الإجابة وحصلت على تقدير جيد، وفي مادة أخرى حضرت الامتحان وأجابت وحسبوها في النتيجة غياب، تعليق آخر ذكرني صاحبه بأني كنت قد علقت قبل أشهر وأنا أذاكر المادة بأن من يدرس النظم السياسية قد يصاب بالجنون لأنه لن يستطيع أن يفهم بالتحديد ما هو نظامنا السياسي.
يتراجع السؤال في ذهني ليحل محله سؤال آخر، ما هو نظامنا التعليمي؟، إن الدراسة في الجامعة لم تعد ترتبط بأهم أمرين في أي جامعة وهما المحاضرة والكتاب وإنما الملخصات فقط هي صاحبة الكلمة الأخيرة في التعليم الجامعي في مصر.
معلومات مخيفة سمعتها عن التصحيح، آلاف من الأوراق لا يقوم أستاذ المادة بتصحيحها ولا صلة له بها إذ تخرج هذه الأوراق الكثيرة من أسوار الجامعة ويتم توزيعها علي موظفين حكوميين ومستشارين لتصحيحها دون إعداد أو تدريب ودون حتى متابعة أو مراجعة أو إعادة تصحيح لأي طالب يشعر أنه قد ظلم. طبعا ما العدد في الليمون والإهمال مفيش أكتر منه وكل مصحح ودماغه، وها أنا قد تحولت أمام نتيجتي من واحدة مش فاهمة حاجة إلى واحدة فاهمة حاجة ويا ليتني ما فهمت حاجة وعلى الله اللي بيقرا مقالي يبقى مش فاهم حاجة هو كمان.. يادي النيلة.
وأخيرا علمت وبمناسبة مجانية التعليم، أن الحكومة تفكر في رفع المصاريف الدراسية لطلبة الانتساب من أربعمائة جنيه إلى خمسة آلاف جنيه مرة واحدة، قلت وماله وعلى رأي السيد وزير الكهربا أهه برضه عشان نبقى زي كاليفورنيا التي قال إيه بتقطع الكهربا على سكان الولاية بانتظام لتوفير الطاقة، أهه التعليم يبقى مقطوع راخر وندفع الخمسة آلاف جنيه بتوع وزارة التعليم العالي علشان نذاكر على لمبة الجاز بتاعة وزارة الكهربا وبكده نبقى نسخة من كاليفورنيا بصحيح وكل عام وأنتم بخير.
اقرأ أيضاً:
دومة في نافوخ الطوارئ/ محمد سعد ترك.. أين أنت؟