حربٌ بين مجاهدين مسلمين (يصنفهم البعض إرهابيين) فيها الكرُّ والفرُّ وفيها الاستشهاد، ونحن هنا نرقب من على أريكةٍ (شيزلونج)...... لكن الله يعلم أننا نجاهدُ ما استطعنا وبما نمتهن ونعلم أكثر من غيرنا -والله أكبر وأعلم- من الناس،..... ربما لزمت هذه المقدمة قبل أن أكتب سطور هذه المدونة ولما كنت أكتب بعدما تعرضت له من بث قناة الجزيرة الفضائية وأنا على أريكة في بيتي أتابع نشرات وبرامج الجزيرة، سؤالٌ تردد بعنفٍ داخلي ما الذي يحدثُ لأمريكا وهكذا فجأة كأنه! كما يبدو لنا!
في العراق أكثر من مائة جندي أمريكي قتلوا من بداية هذا الشهر حتى ساعات صباح 27 نوفمبر 2006 الأولى، أكثر من مائة جندي أميركي قتلوا في شهر واحد وهذا رقم قياسي كما يقول الأمريكان... والشهر ما تزال فيه أربعة أيام... الأمريكان تقريبا فقدوا السيطرة على الجزء الغربي من العراق...... وكلام أو أخبار تذاع وتكذب ثم تذاع مرة أخرى عن ماذا؟ عن مفاوضات تجري بين أطراف أمريكية وممثلين عن المجاهدين! (أقصد الإرهابيين باللغة الأمريكية) استعداد للتفاوض بين ما كانت تعتبره جماعات إرهابية -والظاهر أنه أجبرها بتفوقه على التفاوض- ولا أحد منا لَحِق ينسى ما أعلنته أمريكا وإسرائيل من أنها لا ولن تتفاوض مع جماعات أو منظماتٍ إرهابية لأنه لا تفاوض مع الإرهابيين! ما الذي يجري لأمريكا؟.... لا أذكر أمس أو أول أمس سمعت أن حكومة إسلامية أعلنت في العراق!....... الإدارة الأمريكية نفسها بدأت تعترف بأن الوضع في العراق خطير وبوش شخصيا صبره بدأ ينفذ من الحكومة العراقية الحالية!، أتذكر الآن مقالا للدكتور أبي يعرب المرزوقي نشرناه في بداية بث موقعنا عن أوهام القوة الأمريكية، فهل ما يحدث دليلٌ على صدق توقعات الرجل؟؟
في أفغانستان نفس السيناريو تقريبا أصبح هو الواضح، وبصراحةٍ فإن حلف الناتو تتوالى عليه الفضائح، أمام انتصارات طالبان، وهم أيضاً أي المتحدثين باسم جيش حلف الناتو يعترفون بفقد السيطرة على بعض المناطق في أفغانستان، حلف الناتو (الذي كل أمريكا بهيلمانها العسكري والإعلامي جزءٌ فقط منه) إذن هناك تغير ما يجري على الجانب الأمريكي... واضح أنه أكبر من تغيرٍ من أجل انتخابات الكونجرس إنه يبدو تغيرا في كيفية التعامل مع من كنا نعاملهم بتعالٍ على أنهم إرهابيون!، وفي نفس الوقت هناك من يقول بأن استمرار الوضع كما هو عليه يعني أن طالبان سترجع تحكم أفغانستان بعد ستة أشهر!.... ياه ما الذي يحدث لأمريكا إذن؟
هذا سؤالنا الأول عن تغير ما يحدث في استراتيجية الأمريكان وإن كان ربما في مجال التطور والتشكل، إلا أن هناك ما يشغلني ويشدني باعتباري مهتما بأبنائنا من المجاهدين وهو ماذا عن تفوق هؤلاء المجاهدين وإلى أي حد هم متطورون ومتنورون ومواكبون لأساليب الحرب حتى الدعائية منها والنفسية........ مثلا وقد حصلت الجزيرة على شريط يمثل هجوما نفذته....... على آلية أمريكية.. ولم يتسن لنا التأكد من صحته، أصبح مقطع الفيديو هذا شبه يومي تقريبا......... تخيلوا أن هؤلاء المجاهدين أصبحوا يهزمون الأمريكان ليس فقط في عيوننا نحن وإنما في أعين العالم كله عبر الفضائيات،...
أذكرُ أنني قرأت بحثا علميا إسرائيليا مترجما للعربية يعترف كاتبه بأن العرب تفوقوا على الإسرائيليين في مجال الإنترنت مساحة واستخداما واستغلالا لخدمة أهدافهم بينما عجزنا نحن! وضرب مثلا بحزب الله وكيف تفوق إعلامه بغير جدال على الإعلام الإسرائيلي وكيف تفعل قناة المنار، فهل وضع انتصار حزب الله في لبنان خريطة استوعبها المجاهدون؟ إعلاميا وعسكريا؟ هل هم في مناطق مهيأةٍ لذلك أتمنى أن يكونوا _وإن كنت أظن الوضع في أفغانستان أيسر كثيرا بالنسبة للمجاهدين كان الله في عون العراق!_؟ لكنني ما أزال أتساءل وأتفاءل: هل سيستثمرُ النصر؟ كما حلمنا؟ هل حماس ستستوعب هي الأخرى الدرس؟ وهل هناك علاقة أصلا بين ما حدث بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان وما يحدث الآن للأمريكان أو جنود حلف الناتو؟ نصر الله حق للمؤمنين به والمدافعين عن دينهم وأرضهم وأموالهم فلماذا لا نتفاءل بانتصار حزب الله وأثره النفسي على التوجه الغربي الرسمي نحونا كأمة؟
حزب الله كسب المعركة عسكريا -في حدود ما لديه من أسلحة- وكسبها بتفوق ساحق سياسيا وإعلاميا... وأنا أحسب انتصاره بشرى لكل المجاهدين... فهل يكون؟ أتمنى...... وأرى بشائر ذلك رغم كثرة الدماء التي تراق ورغم اضطراب الأوضاع في كلٍّ من العراق وأفغانستان رغم كل ذلك أنا مستبشر لكنني ما أزال قلقا على حماس دعمها الله بنصر من عنده.
اقرأ أيضا:
لبنان بعد الحرب السادسة ساقية الصاوي / سعار جنسي علني....وأخشى ....!