ما بين الهم العام.... والاحتلال العام.. أو إذا شئا قلنا "العالمي" والهم الخاص والواجبات الخصوصية يقح المرء حائرا!
أما أنا فأخر صريعة.. أسيرة لكليهما في محاولات يائسة لفض الاشتباك.. فلابد أن أتابع الـ " low waist" والـ "بودي ستومك".. وأعمل " سموكي آيز".. و.. و وأظل مطابقة لمواصفات كراسة الشروط والصلاح للزوجة المسلمة العصرية، فالسماوات المفتوحة، والشوارع المفتوحة، توعز إلى الزوجة أن تبقي أعينها الاثنين -الأربعة في حالتي- أيضا على زوجها "مفتوحة"!
لابد أن تقوم بالواجب والأجر عند الله والستر أيضا!
عين على الزوج.. عين على الأبناء.. عين على الأهل.. عين على الأصدقاء.. عين على المجتمع.. عين على فلسطين.. عين على العراق.. عين على السودان.. عين –إن تبقت لديك عين- على العالم! ومع نهاية كل يوم يبدأ في السادسة صباحا وينتهي بتواصل وصمود عظيمين الواحدة صباحا تقريبا، تكون لديك نصف عين أو ربع كل على حسب صموده..
في تلك الليلة وبعيون سموكي آيز أوشكت أن تنطبق جفونها جلست –ودائما أدور في بيتي ولا أجلس– أتابع احدي حلقات برنامج العاشرة مساءا التي كان ضيفها هو الشاعر فاروق جويدة.. حديث شيق به شيء من الصراحة وكثير من الشعر أيضا.. ظللت أتابع وأبتلع تماما مع منى الشاذلي أطنانا من الدموع مع بعض الأبيات ذات المغزى والمعنى فأنا حائرة لا أستطيع ألا أتأثر ولآ أستطيع أن أطلق لعيوني التعبير لأن هذا معناه أن تضيع الـ "سموكي آيز" ويضيع تعبي في تنسيق الظلال الأنيقة وهكذا.. حتى قرأ "عمى فرج" وما أدراك ما عمى فرج؟!
وليس اسم عمى هو "فرج" ولكن هذه الأبيات التي تحمل هذا الاسم والتي قالها الشاعر بعد حادث غرق العبارة المصرية مع بداية 2006 تحتفظ لدى بمكانة خاصة.. ظل جويدة يقرأ منها وأنا ابتلع دموعي حتى وصل إلى "بخلت يوما بالسكن.. واليوم تبخل بالكفن.. ماذا دهاك يا وطن؟!"
عندها لم يعد هناك سموكي آيز، فلم أستطع كتم شلال انهمر من my ayes وليذهب ال smokey ولتنتصر وتبقي أحاسيس الإنسان.. ويكفى أن 2006 التي قاربت على الوداع أنها كلها كانت سنة smokey!
واقرأ أيضاً:
التاريخ وعاريات الصدور / مدونات قهرستان: كل الكراسي في الكلوب / العروسة.. ماما! الست دي أمي..