دلتني الصديقة سحر الموجي على كتاب "العناية بالروح" للطبيب والمعالج الأمريكي "توماس مور".يرتكز الكتاب على أن العناية بالروح هي طريقة مختلفة للنظر إلى تفاصيل حياتنا اليومية كما أنها رحلة بحث عن السعادة، ليس بالضرورة من خلال التركيز على المشاكل. فهناك مثلا شخص يهتم أو يحافظ على روحه من خلال شراء قطعة أرض، اختيار نوع الدراسة أو الجامعة، إعادة طلاء منزله أو غرفة نومه...
فالعناية بالروح هي وسيلة مستمرة للاهتمام بالأشياء الصغيرة في حياتنا اليومية وكذلك بالقرارات المهمة أو التغييرات ولكن ليس لحل المشاكل. إذن عندما نهتم بالأشياء البسيطة والصغيرة حولنا فهذا عناية بالروح وعندها سنعرف أن العناية بالروح ليست وسيلة لحل المشاكل ولكن لإضفاء العمق والقيمة على حياتنا في البيت والمجتمع المحيط بنا.
بمعنى آخر.. نحن عندما نذهب إلى الطبيب المعالج فلكي نتخلص من المشكلة عن طريق إلقاء العبء على عاتقه كي يحل المشكلة، بصفته صاحب الخبرة والتخصص. ولكن عندما نعتني بالروح فنحن نأخذ على عاتقنا مسئولية ترتيب الشكل الذي نريده لحياتنا من أجل الحفاظ على روحنا. فكلمة Care أو العناية هي صفة للممرضة لأن وظيفتها أن تعتني بالمريض وكلمة Nurse أو الممرضة هى من الكلمات اليونانية التي تعني علاجا أو Therapy.
ومن الوسائل المهمة للعناية بالروح تفادي التفكير السلبي واختيار التفكير الإيجابي. فالتفكير السلبي عادة مدمرة نستخدمها لحماية أنفسنا. هناك أشخاص كثيرون ينتهي بهم الأمر لأن يقنعوا أنفسهم بعدم اتخاذ قرار لو كان الموقف الذي يواجهونه غير مريح أو مخيف. لذا عندما نقول "إننا لا نستطيع أن نفعل ذلك" فنحن في الواقع نقصد أن نقول "أنا لا أريد أن أتعامل مع المشكلة". إذن هو نوع من الهروب.
لكن التفكير الإيجابي Positive Thinking يحتاج إلى تدريب .يجب علينا أن نذّكر أنفسنا دائما بأننا نغير طريقة تفكيرنا ونحول الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية كي نرعى أنفسنا وروحنا وصحتنا. صحيح أننا سوف نمر بأزمات وأوقات نشعر فيها باليأس أو الاكتئاب ولكن المهم هو أن لا نتفادى أو نهمل هذه المشاعر بل نحاول أن نتفهمها ولا نلوم أنفسنا على الأسباب المؤدية لها.
العقل مثل العضلة في الجسد التي يجب أن تمرن. كلنا يدور بعقولنا "حديث مع النفس". المهم هو أن لا نلوم أنفسنا على طريقتنا في التفكير لأنها نتيجة لأشياء عديدة في حياتنا ومؤثرات خارجية وربما الزمن. ولكن الذي يجب أن نفعله هو أن نتعلم كيف نتعامل مع الضغوط كي نقلل منها.
وفي النهاية التفكير الإيجابي هو نوع من الفن. والحقيقة هي أننا لا يمكن أن نمحو التفكير السلبي ونحب أنفسنا في يوم وليلة. ولكن يمكننا أن نبدأ الآن وفي تلك اللحظة بالذات محاولة أن نحمي أنفسنا، ونرعى أرواحنا لنعيش حياة أفضل ونتمتع بصحة جيدة ونقلل من الضغوط. وفي المرة القادمة سنتعرف على تدريبات للعقل للتفكير بطريقة إيجابية وكذلك أكثر طرق التفكير الخاطئة شيوعا.
اقرأ أيضاً:
متى نشعر بالخوف؟/ تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض