قلت له توقف هنا يا محمود أريد أن أتمشى على الكورنيش، فتوقف في المكان المخصص ونزلت من السيارة فوجدت نفسي أمام بحر له زرقة جميلة مياهه صافية وشفافة، أخذت أمشي وأصعد وأهبط كأنني طفلة صغيرة فالمكان به سلالم لمن يحب أن يتمشى أو ينظر إلى البحر من مكان عالي، هنا أزهار وهناك نافورة، ويمكنني أن أجلس هنا قليلا، قلت لنفسي ما أجمل أن أقترب من السور حتى لا يكون بيني وبين الخليج سوى أمتار….
طلبت من هذا المصور أن يلتقط لي بعض الصور فاستجاب بسعادة، ومع تأمل خلق الله فوجئت بمجموعة كبيرة من طيور النورس تحلق من أمامي ثم تهبط لتلتقط طعامها من على سطح البحر…. منظر رائع خاصة حين تسمع صوت هذه الطيور إضافة إلى صوتها وهي تلامس مياه البحر بمنقارها لتلتقط الطعام…. أوه ه ه ماذا يفعل؟ إن معه كما كبيرا من الأكياس المليئة بالطعام يلقيه إلى النورس…
يبدو أنها تعرفه وتنتظر قدومه، اقتربت منه فإذا به يقول لي هذه هوايتي المفضلة أصنع لها الطعام بنفسي وآتي هنا يوميا لإطعامها…. بل وجدته قد حضر طعاماً آخر للأسماك وفيشار للعصافير… ما أطيب قلبه وإن كان إطعامه قد يخل من التوازن البيئي في الطبيعة….
تأملت لون المياه وكثرتها وحركتها الرشيقة ثم قلت لنفسي إذا كانت هذه الدنيا فكيف تكون الجنة؟ الله شعرت أن الله تعالى يريدني أن أفكر في أن الجنة جميلة وعلي أن أعمل من أجل الوصول إليها! الجو ربيع هنا ونسمات باردة تلامس وجهي… زرقة السماء مع لون البحر الفيروزي إضافة إلى الكم لكبير من الأشجار والزهور.. كلها من خلق الله تعالى، ما يكمل الصورة هم عمال الصيانة والبستانييون الذين لا يفصل بين كل منهم والآخر سوى أمتار قليلة… أحسنت يا ابن آدم بمحافظتك على الطبيعة.
انتظروني في رسالة أخرى من الخليج.
واقرأ أيضاً:
الأطباء يديرون الأزمات؟! / من مؤمن إلى د.داليا مؤمن / ماذا تعني لك المدونات؟