لماذا تنعي مجانين صدام حسين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لم أحزن عندما علمت بأن الحكومة الأمريكية ألقت القبض على الرئيس صدام حسين، بسبب رفضي لسياسته وقتله الأبرياء وقتله أهل بلده وأقرب الناس إليه من أصهاره بعد اختبائه واختفائه وتوقعت حدوث محاكمة عسكرية سطحية هدفها معاقبة صدام، وتكوين صورة للعرب وحكامها أن هذا مصير من تتدخل الحكومة الأمريكية في أمره بداية من الحصار الاقتصادي واغتصاب ثروات البلاد والنفط ثم الحرب العسكرية ولم أتوقع حدوث الإعدام لعدة أسباب:
أولا: أن هذا سوف يفتح ملف مجرمي الحرب والقادة الفاسدين وبوش وشارون منهم
وثانيا: أنهم استولوا على البلاد والنفط وتم غرضهم فكان السجن أو أي عقوبة لا تؤثر عليهم بشكل جذري.
ولكن كانت المفاجأة بقرار إعدامه ثم تنفيذ الحكم بإعدامه صباح يوم عيد الأضحى........... حزنت حزنا شديدا وبدأت أنظر لهذا الموضوع من وجهة أخرى أكثر شمولية وما المعنى وراء هذا التوقيت وفرح بعض العراقيين بذلك التوقيت والإعدام!؟ فالعرب معظمهم ينظر تحت قدميه أن الهدف بقتل صدام تحقق دون أن ينظر إلى الطريقة التي نفذ بها الحكم ووقته وأساس الحكم وشخصية القاضي وقوانين محكمته وفكر في المحكوم عليه.....
وكان أولى أن يؤجل تنفيذ الحكم حتى مرور عيد الأضحى على الأقل وان كنت غير موافق على الإعدام فالحكومة العراقية مسلمة!..... ألم تعرف أنه كان أناس أهدر النبي دمهم وأمر بأن من يراهم يقتلهم ولكنهم استجاروا بأم هانئ بن أبي طالب أخت سيدنا علي فأراد سيدنا علي قتلهم ولكنها أبت وذهبت للنبي وقالت:(يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) وعفا عنهم رسول الله ومهدر دمهم ولا أقول أن يعفوا بل على الأقل لا يحكموا عليه حكم الإعدام وكذلك وقت الإعدام وإن حكموا فيعدم كل خائن وكل قاتل.
وعندما مر ت بالنبي جنازة اليهودي فقام النبي فقال له أصحابة أنها جنازة يهودي فقال رسول الله أليست نفسا، صدقت يا رسول الله أليس صدام نفسا مسلمة يحس وبشعر ويزداد هذا الشعور عند المذنب في الروحانيات الدينية ولحظة العقاب أو الموت (قدوم الإعدام)
فيعدم يوم العيد صباحا أين الرحمة أيتها الحكومة العراقية في ذلك أم إنكم قدمتموه ضحية العيد للشعب الأمريكي والعرب الشامت منهم أم أنها بداية لإشعال الحرب بين الشيعة وأهل السنة؟؟؟
(صدام والفاسدون حول العالم)
هل صدام هو القاتل الوحيد والمجرم الوحيد في العرب وفى العالم؟
فأول من يعدم هو الفكر الصهيوني والأمريكي وقياداته من بوش وشارون اللذان قتلوا وروعوا شعوبا لا أفراد وأتفق معك دكتور وائل في ذلك فالبعض ينهب في الخفاء البعض يتهاون في الخفاء ومن العرب من يتعاون مع العدو للمصالح التجارية أو انغماسهم في ملذاتهم الخ.
ومسئولون عرب في مناصبهم ويقدمون أي كبش فداء للمحاكمة إذا تم كشفهم، الكل يخطئ والعبرة بمن يتوب ويعمل عملا صالحا فكان خطأ صدام أكثر وضوحا من غيره! فقط هذه هي القضية وكان هذا في غير مصلحة أمريكا ولكن الآخرين في الخفاء عن الشعب والأعلام أو وضوح ظالم كبوش وشارون وأن ذلك سيكون في مصلحة أمريكا.
قراءة في فكر وشخصية الشعب العربي وحكامه
الشعب العربي دائما متسرع فهو الذي صار على السادات بعد معاهدة السلام واعتبره خائن وكبير الخونة مع المعاهدة رغم أنة كان بها بنود لاستعادة الأراضي العربية وكان هذا في صالح أمريكا انقسام العرب فدفع السادات ثمن ذلك ومات في يوم هو صانعة ودفع الكثير من ذلك أناس منهم يوسف السباعي على الرغم أن ما فعله السادات أقيم وأنقى من ما عمله صدام حسين ومع ذلك قاطعوا مصر فما بالنا بصدام الذي قتل وارتكب جرائم؟
تساؤل هام
هل الشعب العربي يخدعه إعلامه وقياداته فيظلم هل يلعب الشعب العربي دور أحمد سبع الليل في فيلم البريء للراحل أحمد زكى؟ الذي لا يعرف من الظالم ومن المظلوم وأين الحقيقة فقتل أحد المعتقلين وترك الظالم الذي شوش فكره بالخطأ؟ هل سيثور الشعب العربي يوما على اللعب في الخفاء في كل الميادين من شدة الكبت كما فعل البريء أحمد سبع الليل؟ لماذا لا يخلص الحكام العرب والمسئولون العرب في عملهم؟
هل يلعبون دور رأفت رستم في فيلم معالي الوزير للراحل أحمد زكى أيضا حينما سأله مساعده عطية ما الذي جره إلى ذلك الفساد فرد رأفت رستم وقال: أنه كان في الأصل شاعرا ويحفظ كثير من القصائد (أي أنه مرهف الحس) ومثل الشر الذي سيطر عليه بالورم الخبيث فقال عبارة جميلة جدا ومعبرة (الورم الخبيث يبدأ بمللي يتوسع يتوسع من غير ما تحس وتصبح له السيطرة ويصبح الانحراف متعة والشر مزاج والسرقة كيف والسلطة إدمان بدأت مظلوم أصبحت ظالم).
فتعجب مساعدة من ذلك وسئل عن السبب فقال:(إن جهاز أمني طلب منه كتابة تقارير في زملائه في الجامعة لكنه رفض لأنه مشحون بالثورة والقيم النبيلة فقال له المسئول الأمني: اللي معانا كسبان واللي ضدنا خسران أحنا لما بنخدم بنخدم بجد ولما نؤذي نؤذي بجد خلينا نخدمك بدل ما نؤذيك معانا طريقك مافهوش مطبات صناعية).
تأمل هذا الحوار تأمل في معانيه هل حكامنا ومسئولونا كانوا على ضغط من أمريكا ثم أصبح الفساد عادة لهم، أم الجشع والإهمال والطمع والذل لأمريكا جزء من شخصيتهم؟؟؟ وأيا كانوا هم فلابد من وقفة فكفى مهانة للشعب العربي المسلم الذي يؤذى في قوته يؤذى في عمله ويستهين الغرب بفكره وعلمه وأخيرا بدينه بشكل مهين، كفى يا عرب كفى الدم العربي رخيص والفكر العربي أرخص، هل سيصبح تاريخ هذه الفترة محاكم للخونة الذين لم يعدموا ولم يحاكموا وتصبح سطوره مشانق لهم أم هناك جديد؟
أرجو أن تنشر المشاركة واستعنت بعمل فني للراحل أحمد زكى لأني لا أجد كلام أفضل من ذلك لعمل المسئولين العرب، رحم الله صدام حسين اللهم أجعلنا نشاهد الخائن خائن ونرى كل خائن على حقيقته، شكرا لهذا الموقع الجميل شكرا لكل فكر يضيء العقل نورا.
بقلم:
عمرو عماد من مصر
1/1/2007
نحن أيضًا نشكرك يا عمرو ونسأل الله أن يجزيك خيرا على مشاركتك الطيبة، فقط أود أن أذكر لما قلناه لواحد من أول المشاركين في نعي مجانين لصدام حسين، وهو أن المسئولين مع الأمريكان من الحكومة العراقية –ولا مؤاخذة- ومن حضروا التنفيذ وتشنجوا وصاحوا صيحات طائفية هؤلاء مرضى نفسيين وجهلة على أكثر التخمينات أدبا وهم لا يمثلون إخواننا الشيعة، وهم أيضًا جبناء وأدنى من أن ننشغل بشأنهم وقد سمعت بالأمس تصريحا لواحد من من حضروا التنفيذ وهو يؤكد أن تلك الصيحات كانت صيحات فردية لا تعبر عن الحكومة ولا عن الشعب العراقي وطبيعي جدا أن يحدث مثل هذا التبرؤ من أمثال هؤلاء فعلينا ألا ننشغل بذلك، ولنحاول هنا وهناك إيقاظ النائمين المغيبين، وأهلا بك يا عمرو وشكرا مرة أخرى على مشاركتك.
ويتبع >>>>>>>: أبو عبد الملك: مجانين تنعي صدام حسين
واقرأ أيضًا:
لا أكفرُ..... بذا البلد! / شيزلونج مجانين: شهوة التصوير