منى السمان معنا تنعي صدام حسين
السلام عليكم ورحمة الله
في البدء أوجه تحية تقدير للموقع وللقائمين عليه مرفقة بدعواتي لهم بالتوفيق الدائم؛
إعدام صدام وضع النقاط على الكثير من الحروف، وكشف الكثير من الحقائق، وغيّر الكثير من المشاعر، فبدل من أن يموت كأي رئيس دكتاتوري أجرم في حق بلده وجيرانه أكرمه التاريخ بالموت بطلا شجاعا في نظر أعدائه قبل أصدقائه، فشجاعته وبسالته وطريقة الإعدام التي أعدم بها مسحت بجرة قلم كل الآلام ومشاعر الكره التي زرعها في يوم ما في قلوب الكثير من شعبه وجيرانه.
فأنا واحدة من الملايين الذين عاشوا رعب حرب الكويت، ورعب صواريخه التي سقطت في بلدي، ورعب تهديداته، وواحدة من الملايين الذين كبروا على كرهه والتحسب عليه، وأخيرا أنا واحدة من الملايين الذين نسوا آلامهم وتغيرت مشاعرهم منذ حرب العراق الأخيرة من الكره لصدام إلى التعاطف معه والمساندة له والإعجاب به، فاليوم أغلب الشعب السعودي إن لم يكن أجمعه يدعو لصدام بالرحمة والمغفرة، وهذا ما لم يكن يحلم به صدام لو مات قبل حرب العراق الأخيرة.
كما قلت سابقا إعدام صدام وتسارع الأحداث كشف لنا العديد من الحقائق لعل أبرزها حقيقة طالما حاولنا الترفع عنها _ولازلنا نحاول وإن كان بأمل أقل_ ألا وهي انعدام الثقة بين أبرز طائفتين في الإسلام الشيعة والسنة.
فأنا مثلا من طائفة سنية موجودة في بلد يتسم السنة فيه بالتشدد والعنصرية ومع ذلك كانت لي قناعاتي الخاصة تجاه الطوائف المخالفة لطائفتي ، كونتها من آيات الله وأحاديث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وحاولت قدر الإمكان التسامي فوق العادات والتقاليد التي لم تكن من الإسلام في شيء.
فكنتُ من السنة الذين وقفوا مع إيران في حقها في امتلاك النووي، وكنت من السنة الذين يعتبرون إسرائيل هي عدوهم الأول وليس إيران وكنت من السنة الذين وقفوا قلبا وقالبا مع حزب الله في حربه الأخيرة مع إسرائيل، وكنت من السنة الذين يعتقدون بأن ليس كل شيعة العراق تمثلهم حكومة المالكي، وكنت من السنة الذين ينادون بأهمية إيجاد تقارب بين الطائفتين وفتح حوار صادق وشفاف من أجل تكوين وحدة متماسكة قوية أمام عدو الإسلام إسرائيل وأمريكا.
واليوم بدأت أتساءل هل كنت على صواب أم على خطأ؟
لماذا علينا نحن أهل السنة أن نعتبر إسرائيل وأمريكا عدونا الأول بينما إيران تتعاون مع عدونا الأول في العراق وتدعم المليشيات الشيعية المجرمة التي حضنتها في السابق طوال عهد صدام.
لماذا إيران لم تستهجن الطريقة التي أعدم بها صدام واليوم الذي أعدم به صدام حتى لو كان عدوا لها، لأن الطريقة واليوم بهما إهانة للإسلام الذي يجمعنا بها وللمذهب الذي ينتمون إليه قبل أن تكون إهانة للبعثيين والعرب وللسنة.
فالطريقة صورت المذهب الشيعي مذهبا حاقدا ودمويا وكان الأولى بإيران أن تنفي هذه التهمة عن مذهبها، كذلك الكلام ينطبق على حسن نصر الله المدعوم من إيران باعترافه هو، والذي وقفنا معه في حربه ضد إسرائيل إلى الحد الذي بدأ به البعض يشكك بصحة مذهبه، وربما البعض من السنة في وطننا العربي تشيع!.
فاليوم حسن نصر الله بعد أن رضي بشروط وقف الحرب وبعد الدمار الذي أصاب لبنان، نزل إلى الشارع مستغلا إنجازه ليسقط الحكومة ويحكم هو البلد، ضاربا اقتصاد البلد والظروف الإنسانية وجميع الوساطات العربية عرض الحائط، مخونا جميع من هو ضده، وأيضا كما إيران لم يستنكر حسن نصر الله حتى هذه اللحظة الطريقة التي أعدم بها صدام ولا اليوم الذي أعدم فيه، بل بدل ذلك يستقبل على إذاعته المنار التهاني والتبريكات بإعدام صدام!!!
عزيزي الدكتور وائل إعدام صدام كان موجها ضد السنة سواء من خلال الطريقة التي أعدم بها أو من خلال اليوم الذي أعدم فيه حيث كان عيد الشيعة في العراق في يوم الأحد .لذلك ألا ترى أستاذي الفاضل أنه إذا كان من فعل ذلك هم قلة من الشيعة الخونة فإن على حسن نصر الله وإيران أن ينكروا الطريقة التي أعدم بها واليوم الذي أعدم فيه (لا نريدهم أن ينكروا حكم الإعدام) أم أن ما نطلبه كثير!!
أعتقد أن ما يحدث على الساحة الإسلامية يدعم وبشدة الاقتتال الطائفي ويزيد من الهوة بين الطائفتين، والمستفيد الأكبر من ذلك هم أمريكا وإسرائيل وأعوانهما داخل الأمة الإسلامية. والخاسر الأكبر هو الإسلام والأمة الإسلامية.
2/1/2007
الابنة العزيزة مي أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على مشاركتك، ونحن وإن كنا ما نزال نرى أن من صاحوا صيحات طائفية في لحظات إعدام صدام حسين وأن من استحسنوا الحكم عليه بالإعدام وأطربهم تنفيذه في وقت العيد هم بالتأكيد لا يمثلون الواعين المدركين لحقيقة الأمور من إخواننا الشيعة، وأحسب أن كل مسلم واع لابد أن يستنكر تنفيذ الحكم صبيحة عيد الأضحى، إلا أن الذين فرحوا وهللوا لتلك المأساة لم يكونوا الشيعة فقط فالأكراد كذلك وأظن من الكويتيين كثير كان اعتراضهم على الاستعجال بتنفيذ الحكم قبل محاكمته بشأن قضاياهم، يجب ألا ننظر بمنظار ضيق للأمور يا ابنتي.
وأما أن قناة المنار كانت تستقبل التبريكات بمناسبة إعدام صدام حسين فأحسب أن المسألة تتعلق هنا بمتابعي قناة المنار من المشاهدين وربما تجاوز بعضهم وسط ابتهاجه بإعدام من يكره ونسي أن أمة الإسلام كلها أهينت بما حدث، وأضم صوتي يا ابنتي إليك في الضرورة والأهمية القصوى لأن يبين رجال مثل حسن نصر الله مواقفهم لأن في ذلك إنقاذا للأمة كلها، شكرا لك يا مي وأهلا بك وبمشاركاتك دائما على مجانين..
ويتبع >>>>>>>: لماذا تنعي مجانين صدام حسين مشاركتان1
واقرأ أيضًا:
لا أكفرُ..... بذا البلد! / شيزلونج مجانين: شهوة التصوير