صور 16:"وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا.."
ما بارحت هذه الآية تقفز إلى ذهني، ومن ذهني إلى لساني، منذ أن سمعت وقرأت أخبار اغتصاب نظام الحكم الرشيد لأموال الناس بالباطل في هذه الشركة أو استلابه لتلك المدرسة بحجة انتمائها للإخوان المسلمين، أو جمعها لأموالهم وأموال أقاربهم ومعارفهم لاستثمارها في هذا المجال أو ذاك، ومصدر تذكري لهذه الآية ليس العجب من فعل الحكومة، فليس سلوكها هذا بمستغرب عليها، فلعلنا نتذكر أموال الناس في شركات توظيف الأموال والتي جمعوها من كدهم وعرق جبينهم سنينا في الغربة عددا، ثم أخذها الغراب وطار في يوم وليلة، فمرض من مرض ومات من مات غما وكمدا، ولم يسترد الناس أموالهم إلا النذر اليسير، فلو كانت الحكومة قد فعلت مثلما فعلت مع بنك من بنوكها الحكومية وأكرهته على رد أموال الناس حالا بالا كما كنت تريد من شركات توظيف الأموال، لما استطاع البنك أن يفعل، فحتى يفعل أي مستثمر لأموال الناس ذلك (أقصد الرد الفوري لتلك الأموال) كان عليه أن يضعها بجواره أو يدفنها في الردة حتى يتمكن من ذلك.
أكرر أن ذلك لم يكن مصدر عجبي، لكن مصدره في الحقيقة عدم تعلم البعض للدرس، وانلداغه ليس مرة واحدة بل اثنتان من نفس الجحر..ونفس الثعبان، بل عدم إدراك البعض أن "الملوك" الذين يأخذون مثل تلك النوعية من "السفن" عدوانا وغصبا وقرصنة واستحلالا لأموال الناس بحجة وذريعة ملفقة وجاهزة هي دعم الإرهاب وأشباهه، هؤلاء القراصنة قد ازدادوا وتآلفوا وتحالفوا بعد 11 سبتمبر والحرب الأمريكية المزعومة على الإرهاب، ومن ثم فإن علينا تعلما من الدروس المعاشة، واستشعارا للأخطار المحدقة، ومن قبل ذلك وبعده فهما وتدبرا لعبرة آية سورة الكهف وقصة موسى والخضر.. كل ذلك يدعونا لأن نتعلم الدرس ونخرق السفينة.. ولا نضع البيض كله في سلة واحدة، وألا يكون حرص البعض على اللافتة "الإسلامية" المرفوعة فوق السفن أكثر من حرصه على بلوغ السفن (سواء أكانت مشاريع ربحية أم غير هادفة للربح) مبتغاها وهدفها، فلا أظن أن الوقت والزمان أو أن ظروف الواقع تسمحان بتلك العنترية، أو تلك الطيبة المفرطة.. تعلموا درس الخضر يرحمكم الله.
اقرأ أيضاً:
قافلة العمل الخيري الجديد..حدوتة مصرية / (صور-15) رحلتي مع الكتابة-4