حكايات بنت الفرات مشاركة على : بوح الدكتور أحمد ..
شكراً على متابعتك، وشكراً على تعليقك!!
المصرية هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي، هي الحب الأول، وهي اللحم والدم، هي الدار والوطن، فالوطن امرأة راعية تصون العرض، وتبني فوق الأرض، وتضرب بالجذور تحت الأرض، وهي الماضي والحاضر والمستقبل في بلد يكاد أهله أن ينسوا من هم أصلاً، وتتعثر خطواتهم واقعاً، ومستقبلهم يكتنفه الغموض.
المصرية هي إيزيس التي جمعت أشلاء أوزيريس بعد أن مزقه "ست" إله الشر عند قدماء المصريين، فربطت ثيابها حول بدنها، وطافت مصر في أنحائها كلها لتجد في كل ناحية قطعة ويجتمع البدن، ليقوم الرجل من جديد، ضد رغبة الشر، كما سنقوم عصر يوماً، ولو كره الكارهون.
ونقول في أمثالنا الشعبية "الولي البعيد سره باتع"، ويقول العرب:
"لا كرامة لبني في وطنه"، ويقولون: "زمار الحي لا يُطرب"، وبعض المعنى أن الإنسان لا يرى ما هو قريب ومتاح بشكل عادل متوازن، الإيجابيات تصبح محايدة وعادية، والسلبيات تتضخم وتبرز أكثر، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن المرأة المصرية تحالف عليها ما يجتمع على مصر كلها من ضغوط وظروف، فمن جهة وجدت نفسها تلعب أدواراً مختلفة وأحياناً متعارضة ومتناقضة، فهي تقريباً وغالباً صارت مضطرة للعمل لأن مستوى الدخل بالنسبة للغالبية الساحقة من الرجال لا يكاد يغطي نفقات "فتح البيت" كما نسميها في مصر.
ومن وجهة أخرى صارت المرأة العاملة هي النموذج الأفضل اجتماعياً، وصارت "ربة المنزل"، وكأنها "عاطلة عن العمل"، رغم أهمية دورها إذا كانت تربي أبنائها، وتعطي وقتها فعلاً لسعادة زوجها، واستقرار أسرتها، وتطوير وتنمية شخصيتها!!
ثم داخل الأسرة تتعدد الرؤى والاختيارات والتصورات التي تتنازع، وتلتبس بها الأمور في علاقتها بزوجها بين الندية التي قد تنقلب إلى صدام، والخضوع الذي قد تنقلب إلى صدام، والخضوع الذي قد يغري بالمزيد من التسلط.
المرأة المصرية في متاهة مركبة مثل الرجل المصري، ومثل كل شعبنا، تحت تأثير ضغوط واستقطابات، ورحى تدور بها وبنا دون هوادة، لذا لزم التنويه.
شكراً لك، وأهلاً بمشاركاتك.
واقرأ أيضًا:
على باب الله: في سبيل الحرية / على باب الله: طعانون وسماعون