تاراباتاتووووووه (4)
الاسم المستعار
كلما دخلت عالم الشات تسقط عليا أمطار من العتاب أو التحيات إلا انه دوما يكون هناك سؤالا واحدا يتكرر من كل من أعرفه لا يتغير ولا يسأم أصحابه منه!!
انه "النيك النيم"، وكثيرا ما يبدله الأصدقاء بل يكاد لا يثبت على اسم واحد سوايَ!!
وسألت نفسي ماذا يعني الاسم المستعار للبشر في هذا الكون الفسيح؟ فهو بالطبع له مغزى نفسي في المقام الأول... وحين أواجه نفسي بهذا السؤال أجدني انتقل إلى سوق عكاظ للميكانيزمات النفسية! فالكل يغني على ليلاه فيخرج بضاعته للنور كي تدر عليه الربح الذي ببغيه لأنه لا يستطيع أو يعجز عن عرضها كما يريد في أرض الواقع!
إلا أن البضاعة تلك المرة تتحدث عن دواخل البشر كما يريدوا أن يعبروا أو يتمنوا منها.
فهؤلاء يسقطون على اسمهم المستعار الحالة المزاجية التي يعيشونها الآن حيث لا يستطيع أحدهم أن يبوح بدواخله للغير كما يشعر ودون تحفظ في واقعه وإن كان صديقه!
وهؤلاء يستخدمون اسما مستعارا مخالفا تماما لما يشعرون به إما لنسيان ما يمرون به فعلا أو لمحاولة تقديم السند المناسب لهم في ذلك الوقت نفسيا بمعنى أن يعبروا في الاسم عن التفاؤل والفرح رغم أنهم يمرون بحالة نفسية حزينة أو اليمة والعكس كذلك حين يريد بعض المستعارين أن يخذوا العين!!
وهؤلاء يمارسون ذكائهم الاجتماعي في اللعب بألفاظ الاسم المستعار فيكون الاسم واحد إلا انه يعطي أكثر من معنى أو مدلول حسب علاقته بكل آخر من قائمة بريده!!
ومنهم من يستخدم ذكائه بشكل أفضل فيستطيع باسمه المستعار أن يوصل رسالة خااااصة جدا رغم أنف وعيون بريده الإلكتروني الغفير المحدق!
ومنهم من يستخدمه لنشر فكرة تعجبه ويرى أن اسمه المستعار وسيلة غير قليلة في نشر ما يريد أن يعرفه الكل في زمن وبلاد لا يحب معظم سكانه أن يقرءوا فيوفر على نفسه عناء إقناع الآخرين بالقراءة وينتصر زمن الملخصات دوما!
ومنهم من يبغي الشهرة لذاته أو لأعماله والتي لا يستطيع بالجهد النبيل أن يحققه في أرض الواقع فتكون وسيلة سهلة له وعالم يستطيع فيه أن يكون له وجود وان كان معظمة يكذب أو يتجمل أو ليس له وجود أصلا!!
ومنهم يخرج كل ما نشأ عليه من عقد نفسية ولم يكن له حظ في إخراجها والتخلص منها إلا عن طريق الاسم المستعار وان كان وهما متخيلا، ومنهم من يحب أن يتعرف على نفسه من خلال الآخرين وما أغراه سبب... فسيظل البشر نرجسيون وان كانوا يتصورون أنهم من فئة الأتقياء الأخفياء وغالبا ما يحدد هذا النوع لاسمه كلمات مستفزة تجعل كل من يراه يبتغي أن يناقشه فيه فيكسب صاحبه دوما أرضا جديدة مع الآخر فيزداد معرفة بذاته!
وبالطبع هناك غالبية ساحقة تستخدم الاسم المستعار للتسلية الغير هادفة أو للتهكم وقلة الأدب –ما هو سوق بقى- اذن هو سوق للألعاب النفسية والتواصل الذي يربأ الصدع الداخلي للبشر أو للعلاقات وان كانت مبتورة لانها فقط شات x شات
يبقى للقارئ لدي أمرين الأول أن أوضح له ما هو ميكانيزم الدفاع النفسي وهو ببساطه شديدة كما قال فرويد؛ إن الحياة ليست سهلة "Life is not easy" ، إن الأنا "ego"، والـ " I " تقع في مركز قوتين؛ الواقع reality والمجتمع society على أنهما قوة يعبر عنها بواسطة الأنا الأعلى superego؛ والقوة الثانية البيولوجية يعبر عنها عن طريق الـهي id وعندما تُحدث هاتان القوتان تضاربا conflicting بمتطلباتهما على الأنا المسكينة، فإن ذلك سيكون واضحا إذا شعرت بأنك مهدد threatened ، وتشعر بأنك منسحق overwhelmed ، وتشعر كأن كل شيء آيل للانهيار بفعل كل شيء. إن هذا الشعور يدعى قلقا anxiety ،وأنه يؤدي خدمة في أنه يُعَد إشارة للأنا من أجل بقائها.
فتتعامل الأنا مع متطلبات الواقع reality، ومع الهي، ومع الأنا الأعلى superego بأفضل ما تستطيع. ولكن عندما يصبح القلق غامرا overwhelming ، فإن على الأنا أن تدافع عن نفسها. وهكذا تعمل لا شعوريا على المنع blocking أو التحريف distorting للأشياء التي تدعو إلى القلق لتجعلها في شكل أكثر قبولا، ليقلل من وطأة التهديد. وقد سميت التقنيات techniques المستخدمة في تلك العملية ميكانزمات الأنا الدفاعية the ego defense mechanisms . أما الأمر الثاني هو اسمي المستعار فلن أقوله ولكن يبدو أني غريبة في هذا العالم فأنا لا أغيره ولا أستخدمه كميكانزم دفاعي!!
وإذا أردتم المزيد حدثتكم من جديد.....
ويتبع >>>>: تاراباتاتووووووه (6)
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة مقدمة / من أنت؟