قصص.. ترويع.. حكايات لا حصر لها.. في الكافيهات ونادي المعادي والجراند مول وشارع أحمد زكي وشارع 9 وشارع 104 وشارع 105 "أصل أسماء الشوارع في المعادي معظمها كده أرقام علشان تتلخبطوا ومحدش يعتبها!" وعلى المقاهي وفي المدارس والبيوت والمحلات والكوافيرات.. إنها يا سادة قصة السفّاح!
سفّاح البنات هي أكثر أفلام الأكشن مشاهدة في بلدي هذه الأيام.. قصة بطلها الشاب السفّاح الطليق الجريء وبطلاتها أو ضحيتها بناتنا ونساءنا وزهراتنا من الأطفال أيضا أصل السفاح مش مخلي فأي فئة عمرية من نون النسوة هدف مرصود بالنسبة إليه كما يقول الناس.. ولأن المعادي "كانت" حي راقي قديم تحفه الأشجار ويلفه الهدوء فقد انقسم الناس إلى فئات متعددة بصدد تحديد شخصية السّفاح وأصله وفصله.. في المعادي القديمة "الناس اللي فوق" بيقولوا سفّاح بيئة جاي من أدغال العشوائيات في مناطق صقر قريش وشارع أحمد زكي والبساتين.. ياي.. إنسان حقود .. معقد.. سوفاج طبعا!
ناس تانية بتقول.. ده مستقصد البنات اللي بيلبسوا بدي وبنطلونات ضيقة ولو ويست بتبين البطن والظهر -ملهاش لازمة يعني- وده أكيد من الإخوان المسلمين علشان يجبر البنات ع الحجاب!
المهم الدنيا بقت مليانه عساكر ومخبرين ولا زال السفّاح بيضرب ويجري.. ويطلع فوق السطوح, وينزل على السلالم.. ويركب موتوسيكل.. بيتفسح يعني!
دراما المعادي هذه في الحقيقة محتاجة إلى مؤلف موهوب مثل بلال فضل.. قصة ع الجاهز.. ناس فوق "المعادي القديمة", وناس تحت "بقية المناطق المنتمية للمعادي والمحيطة بها" مفيش وسط.. طبقة وسطى "no".. سفاح زئبقي ملوش لون ولا شكل ولا حد عارف له ولا عارف يمسكه.. مخبرين أذكياء جدا لا همّ لهم سوي دخول الكافيهات ومطالعة بطاقات الرقم القومي للشباب ولاد الناس الغلابة اللي بيلعبوا جيمز في أجازة نص السنة!
مطبات وشوارع "ضلمة" كأنها مهجورة.. وفي ناحية تانية شوارع ملعلعة إضاءة كأنه "الليلة عيد, ع المعادي سعيد".. وعربات دوريات في أماكن ذات حيثية وحصانة وحساسية.. بيت السفير الإسرائيلي.. بعض الشخصيات الكبيرة.. الكبيرة أوي.. مساكن الجاليات الأجنبية.. أحياء الدبلوماسيين.. وهلم جرا......... فما رأيك يا أستاذ بلال فيلم كارثة.. مفرقع ومطرقع زي ما بيقولوا.. دراما واقعية.. صح؟
وكما كتب من قبل إحسان عبد القدوس "غريب في بيتي".. الرواية التحفة اللي عملوها فيلم.. ممكن تخلي عنوان قصتك للفيلم.. "سفّاح في بيتي".. وأهو كل عصره بقى وانحداره أقصد عنوانه!
وطبعا مش محتاج توصية بسرد البدايات للسفّاحين في هذا العصر "فلاش باك".. بداية من بوش.. مرورا بأولمرت وشارون.. وصولا إلى سفّاحو العبارات والقطارات والطائرات والمستشفيات والشوارع ولقمة العيش في بلدنا.. "الآباء الكبار" للسفّاحين الورثة اللي على قد حالهم بتوع البنات!
ومبروك مقدما.. أي خدمة!
واقرأ أيضاً:
يا سنة سموكي!! / العروسة.. ماما! الست دي أمي.. / لكني أتيت!