ذات ليلة مضيئة أطلقت امرأة مجهولة صرخة مدوية عندما غزا الروم المدن الإسلامية المجاورة لهم على الحدود وقتلوا وسلبوا ونهبوا وسبوا ألف امرأة مسلمة فصرخت إحداهن (وامعتصماه)......... وعندما سمع حاكم بغداد (عاصمة الخلافة الإسلامية) بأمر تلك المرأة هب من مكانه وقال لبيك يا أمة الله وكتب رسالة إلى ملك الروم عندما تقرأها تشعر بالغثيان وهذا محتواها...
"من المعتصم بن هارون الرشيد عبد الله وأمير المؤمنين إلى توفيل كلب الروم؛ أما بعد:
إن لم تخرج من المدينة وترجع النساء وترد لهن كرامتهن فوحق الذي بسط الأرض ورفع السماء وحق الذي خلق الكون بما فيه, وحق الذي خلقني وخلقك لآتينك بجيش أوله عندك وآخره عندي ولأجلعنك مضربا للأمثال إلى يوم الدين وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار"............
وبالفعل وصلت الرسالة ولم يستجب توفيل فانطلق المعتصم بجيش كبير وجرار وذهب إلى مسقط رأس توفيل "عمورية" وهي كانت عند الروم أشرف من القسطنطينية وقتل من الروم في ذلك الوقت أكثر من 30000 وأسر مثلهم وأنزل بالروم هزيمة نكراء وشتت جموعهم وخرب ديارهم وفتح عمورية وفى ذلك نظم أبو تمام بائيته المشهورة التي مطلعها.
السيف أصدق أنباء من الكتب..... في حده الحد بين الجد واللعب.
وكان ذلك في ال 17 من رمضان سنة223, 13من أغسطس 838 أي منذ ما يقارب 1168 عاما، كان هذا في الماضي عندما كانت بغداد اليوم هي نفسها عاصمة الخلافة الإسلامية التي ملأت الأرض عدلا ونورا بعدما مُلئت جورا وظلما......
وينتقل بنا الزمن إلى 2007 م, 1428هـ, تجد حالا غير الحال, وبغداد غير بغداد...... تجد مشهدا يبكيك دما ويزيدك هما وألما...... تجد حربا أهلية يثيرها عملاء الموساد, فلا السنة يقتلون الشيعة ولا الشيعة يقتلون السنة ولكنه الشرق الأوسط الكبير......
مخطط محسوب بدقة, مخطط الفوضى الخلاقة الأمريكية هدفه تفرقة الأمة إلى أمم......... الأمر جد خطير,,, فمخطط تقسيم الأمة إلى أمم طائفية وعرقية وحزبية تعدى حدود العراق ليصل إلى لبنان وفلسطين والمستفيد الأول والأخير من تلك الفتنة هو العدو الإسرائيلي.........
عملاء الموساد المستعربون يلبسون ثيابا عربية, ملامحهم عربية, لغتهم عربية, يقتلون السنة بزي الشيعة ويقتلون الشيعة بزي السنة ثم يقوم متطرفو الشيعة بقتل السنة, ويقوم متطرفو السنة بقتل الشيعة وهكذا تشتعل الفتنة التي ستأتي على الأخضر واليابس.....
إخوتنا في العراق ولعله نداء نداء نداء إلى أخوتنا في العراق أن يتمهلوا ولا يتسرعوا في إطلاق التهم على بعضهم البعض وقبل أن نطلق التهم فتش عن إسرائيل.
أخوتي الكرام نعم هناك طائفيون ونعم هناك من يبحث عن مصلحته الشخصية أو الطائفية أو الحزبية لكن مصلحة الأمة تقتضي التروي والفهم قبل إطلاق التصريحات... فلرب كلمة أغرقت أمة ولعلي أذكر بقوله "صلى الله عليه وسلم" (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم).
أخوتنا الشيعة يجب أن تعلموا أن دمائنا دمائكم ودمائكم دمائنا، وأخوتنا السنة أسألكم بالله التروي والهدوء قبل إطلاق التصريحات..... أهل العراق مصلحة الأمة كلها فوق أي اعتبارات. وأمام هذا الحال كف القلم عاجزا عن الكتابة وحزنا على ما يحدث وما سيحدث. لكن هذا لا يعني أن نيأس بل علينا أن نقاوم.
فالمقاومة هي الأمل..............
بل المقاومة هي الحل............
واقرأ أيضاً:
مستشفى الطلبة.... كابوس الطلبة/ على باب الله أشباح بيروت/ هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة/ أجساد ساخنة 24/7/2006/ مستشارو مجانين المجد للمقاومين