ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، سمعت أنت الحكمة دي كتير لكن تقول إيه إن كتير جدا ممن تراهم وتعرفهم وربما حضرتك شخصيا واحتمال أنا كمان لا نعيش لأنفسنا وإنما نعيش في أنفسنا، يعنى إيه، يعنى غرقانين في تفاصيل مشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا، لا نرى إلا ما نراهم نحن، الشيء اللي يزعل هوه اللي يزعلنا والشيء المؤلم هوه بس اللي بيألمنا، لكننا لا نعرف أحيانا ما الذي يفكر فيه اللي حوالينا ولا مشاعرهم مهمة بالنسبة لنا.
كتير قوى من الناس يحب يتكلم بصراحة بصرف النظر عن تأثير الصراحة لكن لو حد مسه بكلمة صريحة الدنيا تتقلب قدامه، كتير قوى من الناس لما يشاركوا في عمل جماعي تبقى مصيبة على دماغ اللي فيه لأنه شخص لا يلعب مع بقية الفريق هوه يريد أن يحرز الهدف وحده ولا يمرر الكرة ولا يتعاون هو يريد تصفيق الجماهير له والهتاف باسمه، يا ترى ما سبب أنانيتنا وما مبرر تمحورنا حول نفسنا وذواتنا.
أجمل تفسير قرأته بيقول "حب الذات أو الذاتية بالظبط زي اللزق إللي بيخللي الناس يلتصقوا بأنفسهم.. حب الذات قناع بنحطه علشان نخبي نقاط ضعفنا أو أخطاءنا اللي بنعتقد إنها فينا. أساس فكرة حب الذات هي التوهم بأننا مختلفون، أو بالأصح أحسن من غيرنا. ولكن هذا القناع سوف يتلاشى ويسقط عندما نكتشف أننا نشارك الآخرين نفس المشاعر مثل الخوف والأمل والأحلام".
التفكير في النفس ضرورة لكن الانشغال بالذات عن الآخرين مشكلة، الاهتمام بعاطفتك بمشاعرك باحتياجاتك عنصر مهم للغاية في الحياة لكن الاستغراق فيها مشكلة تمنعك عن التواصل مع الحياة، الشخص الأناني لا يتمتع بالثقة الكافية ليعرف أنه قادر على الحصول على ما يريد ويتمنى بدون غضب ولا رغبة في انتزاعها من الآخرين، الشخص الذي يتمحور حول ذاته الحقيقة إنه شخص مش مهتم بنفسه زى ما هوه واضح لكنه خائف من الآخرين متوجس منهم فيحشر نفسه جوه مشاعره ويخنقها في أفكاره يتحصن من المواجهة والمعاملة مع اللي حواليه، فيصبح كالمقامر الذي يجازف أكثر وينجرف في الديون وحتى لو شعر بالانهيار لن يتوقف. لأن الذاتية المهددة تجعل الشخص سجيناً لمعارك خاسرة.
الذاتية بتدفع صاحبها دفعا إلى الحفاظ على صورة جميلة ومكتملة عن نفسه وبالتالي يكون اعترافه بأنه قد أتخذ قرارا خاطئا أو غير حكيم مهددا لهذه الصورة. ومن هنا يمكن أن نفهم لماذا نجد أشخاصا يخوضون معارك خاسرة للحفاظ فقط على هذه الصورة ومش مهم الدنيا تخرب. الحقيقة إن الأناني شخص مستفز ويثير عصبيتك جدا لكنه كذلك يثير العطف والشفقة فكل هذا الضعف والخوف ونقص الثقة في حاجة لعلاج مطمئن ربما يكون الحب وربما يكون الدكتور وربما تكون الصراحة وربما يكون الزمن.
اقرأ أيضاً:
لقد خلقنا الله أحرارا/ آه يا قلبي