هل تشعر بالخوف والضعف أحيانا، ماذا يفعل فيك وبك الأرق والقلق، هل تزورك الكوابيس والهواجس؟ هل مرت بك لحظات شعرت فيها بضيق في صدرك وثقل في قلبك واختناق في أنفاسك؟ هل شعرت أحيانا انك مش طايق نفسك ولا طايق اللى حواليك، هل أحسست أنك لا تريد أن تخرج من البيت ولا تريد أن ترى أحدا أبدا وتعتزل الناس، طيب هل شعرت يوما أنك متغير مختلف مش كويس ومش طبيعي ومش عارف فيه إيه بالضبط ومالك متغير ليه ومتعكنن عشان إيه ومخنوق ليه؟
عند هذه اللحظة يجب أن نعرف أن صحتنا النفسية معتلة وأحيانا مختلة، وأننا في حاجة إلى العناية بها سواء عناية بالعلاج أو بالوقاية. ورغم أن كل هذه الظروف الضاغطة نفسية - اجتماعية إلا أني وأنا بألف علي النت صادفتني أوراق علمية قدمت لمؤتمر الجمعية الأوربية لأمراض القلب أظهرت كلها أن العوامل النفسية والاجتماعية كضغط العمل والوحدة قد تزيد من احتمالات التعرض لأمراض القلب. فقد أكدت أكثر من 30 دراسة قدمت للمؤتمر ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع احتمالات الوفاة لمرضى القلب فيمن يتعرضون لظروف نفسية - اجتماعية سيئة.
كما أظهرت الأبحاث علاقة الظروف النفسية - الاجتماعية السيئة بأمراض تصلب الشرايين، وعدم انتظام ضربات القلب، وزيادة الدهون في الدم والتعرض للإصابة بالسكر.
وقد علق أحد الباحثين على ذلك بقوله: "إن مخاطر تعرض الإنسان لأمراض القلب والشرايين ليست فقط مجموع الآثار الجانبية للتدخين ونظام التغذية السيئ. ولذلك يجب أن يزداد اهتمام أبحاثنا بالآثار النفسية - الاجتماعية وعلاقتها بهذه الأمراض"، وقد أكد الباحثون البلجيك في جامعة فري يونيفرسيتى ببروكسل على أن ضغط العمل والإحباط والوحدة والعوامل النفسية الأخرى قد يكون لها الأثر الحاسم في الإصابة بأمراض القلب.
وقد أجرى هؤلاء الباحثون البلجيك دراستهم على عينة شملت 25.000 رجل و 13.000 امرأة في السويد وهولندا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا لمدة ثلاث سنوات. وأكدت نتائج دراساتهم علاقة تلك العوامل بالإصابة بأمراض القلب (سواء إصابة حادة أو بسيطة) وبالموت المفاجئ.
وقد أكدت الأبحاث أن وجود احتياجات نفسية لا تتم تلبيتها بالإضافة لضغط العمل يمكن أن يكونا أساسا للتنبؤ بالإصابة بأمراض القلب، غير أن هذه البيانات الأولية لا تمكن من الوصول إلي بيانات إحصائية دالة. غير أنهم أكدوا أنهم يتوقعون الوصول لنتائج أكثر دلالة في خلال ستة أشهر.
الحقيقة.. نحن نخاف من الاعتراف بأننا تعبانين ومرهقين وجدانيا ونفسيا ثم نخشى الاقتراب من هذه المنطقة.نحن نكتم متاعبنا ونكبت ألمنا ونسكت ومن ثم نعانى أكثر ونعانى جدا.
اقرأ أيضاً:
هل تفكر في نفسك طول الوقت؟.. أناني؟/ يوم الفرح الأكبر