تزاحمت عليّ الحوادثُ وأصبحت جد منهكا... كيف يستطيع كهلٌ في الثالثة والأربعين من عمره الصاخب المشحون بالأحداث والأدوار والواجبات والواوات..... حتى آخر ما تصل بك أيها القارئ أكرمك الله وخفف عنك وجع الرأس، والعينين وعظم الرقبة والظهر.... وحتى آخر ما أتمنى ألا تعاني وألا يعاني أحد... وخلوا الطابق مستورا إنما الشكوى لغير الحبيب الأبقى مذلة! سبحانه سبحانه.
ضاق بي الحال إذن إلى هذا الحد أستغفر الله أستغفر الله... لا... إنما هي لحظات ابتلاء، ولكن كيف أقرأ..... كيف لي أن أقرأ ما ينشر على هذه المجانين التي استوعبتني حتى كادت تغميني عن كل شيء؟ كيف كان لهذه الشغلة أن تملأ كل حياتي لسنوات ثلاثة وقف فيها كثير ومشى بي فيها كثيرٌ ولكن ما توقف ما يزال يئن وما يمشي ما يزال يطلب السداد والمزيد.... أين يروح الكهل العنيد؟ يفهمني ربما كثيرون... ولكن لأن من المجانين من يزورون مجانين بالصدفة أو بغير انتظام فإنهم قد لا يفهمون لذلك ربما أضطر إلى الشرح!
أنهكني هذا الجبل المتراكم المتعاظم من الواجبات والمقابلات والكتابات والملفات التي تنتظر المراجعة والتدقيق اللغوي والعلمي أو مرة من ناحية الهدف الواعي للموقع ومرة من ناحية اللغة العربية التي نخاف صادقين أن تضيع! وعندنا الآن في مجانين قصور كبير في كلا المراجعتين،..... فبين متمكنٍ غير متفرغٍ لمجانين ومتفرغٍ لا هو متمكنٌ ولا هو خالٍ من الأعباء التي تضاف لأعبائنا... ما بين هذا وذاك يا قلب لا تحزن،.... أنهكني ذلك التقلب بين من أحملهم المسئولية متخيلا أن سأتخفف قليلا من العبء... لكنني أجدهم ينجزون من الحمل ما لا يغني عن المراجعة....... فهل المراجعة ضريبة لابد أتحملها وحيدا؟ لأنني تورطت في هذا المجانين!
المراجعة ما المراجعة؟ أقصد بالمراجعة المطلوبة لمجانين قراءة واعية لما ننشره بصفة يوميةٍ أو أسبوعيةٍ أو نصف أو ثلث أسبوعية أو كلما رزقنا الله بمادةٍ في بابٍ من أبواب مجانين، بذل الأستاذ يحي صلاح جهدا مشكورا في البداية معي واستمر طويلا، ثم بذلت الأستاذة لمى والأستاذة هدى الصاوي والأستاذة نانسي نبيل جهدا كبيرا في التصنيف الخاص بمغارة استشارات مجانين التي تمتلئ وتزيد بمعدل لا يقل عن 12 استشارة أسبوعيا، المهم أن لمى وهدى بدأتا.... ثم تركتنا هدى لظروفٍ مؤقتة وتحملت عبء متابعة التصنيف الأستاذة لمى، وأكملت عبء التنظيف أو إعادة التحرير للمشكلات القديمة بعد أن تركتنا الأستاذة إيناس مشعل لتكتفي بالتطوع كمستشارة مقلة من نشاطها ليتناسب مع فصل الشتاء ربما الله أعلم، ... ثم كانت الكبوة القاسية عندما مرضت الأستاذة لمى عافاها الله بألم الظهر كواحدٍ من عواقب البقاء طويلا مثنيا على الحاسوب، توقفت لمى عن التصنيف منذ إبريل الفائت، وهدى الآن تقول أنها ستكمل ما لم تنجزه الأستاذة لمى، وأنا مضطرٌ أن أفعل أشياء أخرى غير قراءة الاستشارات وكذا ابننا محمد عوف الذي يخاف من تتعبه قراءة المحتوى المرضي! لست أدري أين أذهب يا كل هؤلاء قولوا لي!
من المشرق إحداهن راجعت ومن المغرب إحداهن قاطعت... ومن المشرق أحدهم راجع ومن المغرب أحدهم قاطع... وأنا قاعدٌ في كل الأحوال أراجع فهل عجزت عن أجد فريق العمل المناسب لهذا الموقع؟ ليت شعري ما زال ابن عبد الله يقول لي: المتطوعون يا وائل وأنا أقول متطوعون ومتوظفون.... وكلهم لم يخرجوا من أحجية إما متمكن غير متفرغ أو متفرغٍ غير متمكن! والمشكلة أن التمكن المطلوب لمراجعة وتحرير مجانين يحتاج دراية واسعة إذا افترض أن يقوم به شخص واحد، فنحن نحتاج متمكنا من اللغة العربية وعارفا جيدا بالأمور والمفاهيم النفسية الاجتماعية واعيا للتغيرات الحادثة على كل الأصعدة في عالمنا العربي الإسلامي....، أحسب أن وجود مثل هذا المتمكن متفرغا أمر لا يستطيعه أحد... وأنا أول من لم يعد يستطيع!
قلنا نقسم المسئوليات فكانت تلك تراجع وذاك يدقق وذاك أو تلك تحرر وهو يرفع أو هي ترفع على الموقع، هاصت الدنيا وبقيت أراجع وأراجع.... كثر الضغط ولم أعد أعد أملك ذلك النفس الطويل الذي يكاد الآن ينقطع وأنا على أبواب التقدم لترقية أستاذ ألملم نفسي بالكاد مضيعا بين الأعباء والمرضى والأحداث والأبحاث والواوات كثير...... يكفيني إذن ما مضى من تعب أو ماذا أقول؟؟
أحمد يقول: يا وائل هدئ قليلا من طوفان المواد التي تنشرها، تريث.... فَعِّلْ بابًا أو بابين من مجانين كفاية وكن مقللا ما استطعت... وأقول: (....لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ....)، الظاهر أن عندك حقا يا أحمد.....، حتى المستشارين...... حتى... كان الله في عونهم لكنني يؤلمني بجد أن يسخن الواحد منهم في بداية عمله معنا وتنهال ردوده بردا وسلاما علينا وعلى المجانين، والعاقلين طبعا ليسوا استثناء، لكن لماذا يبدأ المستشار ساخنا جاهزا سريع الاستجابة ثم يتكاسل شيئا فشيئا..... اللهم إلا أخي أ.د.مصطفى السعدني ما شاء الله تبارك الله، وابن عبد الله ما شاء الله تبارك الله، وهذه ليست وسوسة الخوف من الحسد!، وإنما ندعو الله أن ينعم على مجانين بمن يستطيع الوفاء بحمله، عندنا مستشارون جدد يتزايدون وأغلب المستشارين الجدد نشيط ومتابع لكنني أنا الذي أبدو متحولا من وائل إلى واقع أو وائع كما يداعبني أستاذي الدكتور عبد الشافي خشبة.... خير اللهم اجعله خير...... يا ترى كان حلما؟
على أي حال أقول قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) صدق الله العظيم (البقرة : 286 )، وشكرا لكل المجانين واطمئنوا فالقرار لم يتخذ بعد..... وأبصر متى؟؟!
ويتبع >>>>>>>: أحتاج من يقرأ بشدةٍ.. مشاركة
اقرأ أيضاً:
عائدا من ماسبيرو ذاهبا للجهاز / شيزلونج مجانين عند الطعمجي