كانت المرة الأولى التي أسافر فيها إلى السعودية بعد أن غادرتها سنة 1979 بعد حصولي على الثانوية العامة من ثانوية الأنصار بالمدينة المنورة، قبل ذلك عشت في السعودية سنوات المرحلة الدراسية المتوسطة –الإعدادية- والسنتين الأخيرتين من المرحلة الثانوية، وكانت كلها سنوات قضيتها في بلدة تسمى المويه الجديد -على بعد 200 كم من الطائف-، إلا السنة الأخيرة فكانت في المدينة المنورة والتي حصلت فيها على الثانوية العامة، برفقتي هذه المرة كانت زوجتي وأم ولديّ وهي تزور السعودية لأول مرة، بينما أعود إليها أنا الآن أستاذا جامعيا بعدما خرجت منها طالبا في أول الطريق.
كانت نيتي العمرة وإلى جانب ذلك أحضر مؤتمرا تنظمه جمعية الأطباء النفسيين العرب في بريطانيا مع مستشفى عرفان بجدة، وكنت قد ارتديت ملابس الإحرام من مطار القاهرة، ونويت العمرة وأنا في الطائرة، وكنت قد قررت زيارة المدينة احتفاء بوجود زوجتي معي ولأنها المرة الأولى التي تزور فيها الأراضي المقدسة وكان لابد لذلك من تدبير سفرٍ بالطائرة.
وصلت وزوجتي إلى مطار جدة في حوالي الخامسة والنصف بتوقيت السعودية ووجدت الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني في استقبالي جزاه الله خيرا، فما أن علم بقدومي حتى وجدته يرسل لي عبر البريد الإليكتروني وقد وضع خطة للأيام تواجدي في المملكة، وجدته ينصحني بالقدوم محرما وبالانطلاق مباشرة من المطار إلى مكة المكرمة، وبالفعل طار بنا السعدني إلى مكة ووصلنا الحرم المكي قبل العشاء بقليل ولذلك لم يكن من السهل إيجاد مكان لنوقف فيه السيارة، وأشار لي السعدني إلى مكان بجوار الحرم وأخبرني هنا ولد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام فقلت له أنها المرة الأولى التي أعرف فيها ذلك فقال لي أنها معلومة غير شائعة ولذلك أسباب مفهومة، ولكنه قرأ المعلومة مؤخرا في أحد الكتب.
وبعدما وجدنا مكانا لنوقف السيارة وارتجلنا إلى داخل الحرم صلينا في البداية العشاء وبعدها بدأنا مناسك العمرة، وطاف معنا السعدني، وكان طوافي هذه المرة مختلفا عن كل مرة فقد كنت صغيرا غضا غريرا في كل المرات السابقة التي أديت فيها العمرة والحج، بالقعل اختلفت المشاعر واختلفت الأفكار واختلفت الخبرة كلها اسألوا الله عز وجل أن يتقبل.
لم يكن على السعدني أن يسعى معنا بين الصفا والمروة لذلك اتفقنا أن ينتظرنا عند باب المروة، وبذا سعى معنا شوطا واحدا من الصفا إلى المروة، وبعد ما أتممنا السعي وجدناه جزاه الله كل خير واقفا ممسكا مقصا في يديه وكانت زوجتي قد نسيت المقص الذي أحضرناه من مصر، وبالتالي تحللنا من إحرامنا بمقص السعدني،.... وبعدها أصر على أخذنا إلى مطعم تركي يعرفه وكان عشاء رائعا، ثم خرجنا بعد ذلك لنأخذ طريق العودة إلى جدة لنضع أمتعتنا في الفندق..... وشاء الله تعالى أن يدخل السعدني أحد الطرق التي تؤدي إلى منى فكان من حظ زوجتي أن تشاهد منى، وأما أنا فكانت منى غير منى التي أعرفها في أواخر سبعينات القرن الماضي، لقد اختلف كل شيء بالفعل، وأعظم الاختلاف وأوضحه كان في الحرمين الشريفين، وفي المشاعر المقدسة.
كان السعدني قد تكفل بحجز تذكرتين للسفر جوا من جدة إلى المدينة المنورة والعودة في نفس اليوم الثلاثاء 3/4/2007 ووصلنا الفندق في الواحدة والنصف صباح الثلاثاء ولم يكن أمامنا غير ساعتين أو أقل للنوم والحقيقة أنني لم أنم ولكن الله أنعم على زوجتي بقليل من النوم، وقمنا على عجل وحين طلبت وسيلة انتقال من موظف استقبال الفندق قال لي: الله يسهل يا سيدي ليتك أخبرتني قبل فترة مناسبة فقد لا أجد لك الآن سائقا.... كنت على عجل لذلك تركت زوجتي في استقبال الفندق وخرجت إلى الشارع آملا في وجه الله أن أجد واحدة من سيارات الأجرة وسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه فقد كان الوقت الذي انتظرته لأجد إحدى سيارات الأجرة أقل من ربع الوقت الذي استهلكه موظف الفندق في البحث عن سائق،....
وأخذنا طريقنا إلى مطار الطيران الداخلي حيث كان موعد الطائرة هو الخامسة والنصف صباحا، وفي المطار وفقني الله لتقديم حجز موعد العودة من المدينة ليكون الحادية عشرة والنصف مساء الثلاثاء بدلا من الواحدة والنصف صباح الأربعاء عسانا نظفر ببعض النوم قبل بداية المؤتمر.
ويتبع>>>>>> : مقص السعدني: طيبة الطيبة
اقرأ أيضاً:
شيزلونج مجانين عند الطعمجي/ مقص السعدني: طيبة الطيبة