في الفترة من السابع من مايو ولمدة ثلاثة أسابيع سأكون بالسويد إحدى الدول الاسكندنافية التي ننظر إليها علي أنها تلك البلاد الباردة المتطورة وإن لم تكن تلك هي خبرتي الأولي عن السويد. فقد خبرتها من خلال طنط "مارجريت" أو "جيتا" زوجة قريبنا السويدية، الدارسة للحضارة المصرية القديمة، التي عاشت بيننا فأضافت لحياتنا نظرةً محبةً لمصر وبشرها وفقرائها وحيواناتها... ولكن ها أنا سأذهب إلى كالمار جنوب ستوكهولم.
لم تطأ قدمي بعد السويد لكن زميلنا من بنجدلاديش "سيف الإسلام" أحد الصحفيين المختارين للبرنامج التدريبي عن "الديمقراطية والصحافة" بادر بفتح حوار عبر البريد الإلكتروني فوجدتني رغم عدم دخولي فيه بعد أتعرف على زملائي من مالاوي وزيمبابوي وإيران وأفغانستان وسريلانكا والأردن وكمبوديا ونيكاراجوا وباراجواي ورواندا وأوغندا وزامبيا والصين والجزائر والعراق وإن كان الثلاثة الأواخر بالإضافة إلي لم يدخلوا بعد في المناقشات الدائرة حول أوضاع الصحافة في بلادهم وكيف تم سجن أول امرأة ترأس صحيفة وإغلاق صحيفتها حيث كانت تكتب بشجاعة عن الانتهاكات الأمنية فاتهمت في قضية شيك بدون رصيد تماما كما يدور في بلادنا.
رسالة أخرى عن صعوبة قيادة المرأة للسيارة في بنجلاديش بينما رئيسة الوزراء لأيام كانت امرأة وزعيمة الحزب المعارض امرأة أيضا لبلد يرزح الآن تحت أحكام قانون الطوارئ، منزوع الديمقراطية تلك القضية التي سنناقشها في دورتنا التدريبية ويختتم صديقنا البنجلاديشي رسالته البريدية بأنه على أية حال فإن شعبه يرحب بالحرب الدائرة ويقضي أوقاته. أما صديقتنا الرواندية فتحكي متعجبة عن اللوم الذي وجهته لها منذ أيام وزارة المالية على سوء استخدامها لتصريحات مسئول في حوار أجرته معه لحساب الوكالة التي تعمل بها، رغم أن حوارهما مسجل.
ويثور سؤال حول كيفية تعرفنا على بعضنا البعض بالمطار وكيف يرى البعض أن صورته كالمسجلين "خطر" فتخبرنا زميلتنا الإيرانية بأننا قد لا نتعرف عليها لأنها ستكون بلا حجاب كما هي بالصورة نظرا لعدم اقتناعها به رغم احترامها لوالدتها وكثير من المحيطات بها الذين لا يرفضونه. فتبدأ التعليقات حول شجاعتها ودور أمريكا في إشاعة الفوضى في العالم الإسلامي وضرورة عدم الحكم على العالم الإسلامي من وجهة النظر التي تشيعها أمريكا وإنجلترا....
صحيح أن الصحافة في العالم كله تعاني بدرجات متفاوتة من سياسات المنع والحجب للمعلومات ومن الخطوط الحمراء ومن ملاحقة الصحفيين وإغلاق الصحف وحبس الصحفيين لذلك تظل لعبة القط والفأر بقواعدها هي الحاكمة للعلاقة بين الصحافة والأنظمة... ولكن تبقى التفاصيل والبشر والخبرات المكتسبة دائما مدهشة ومعلمة... كم أني متشوقة لتلك الأسابيع الثلاثة.
اقرأ أيضاً:
معلومات أكيدة التفاؤل سلوك نتعلمه/ الخوف من النجاح