الكثرة تحرم الودّ مشاركة في على باب الله: وجهاً لوجه.
الحياة خير وشر وبفقدان أحدهما تفقد الحياة معناها، الله أودع هذين العنصرين في الإنسان لغاية وهي أن يكون الإنسان مخيرا بين أمرين إما أن يكون إيجابيا (اختياراته سليمة بمفهوم المجتمع والدين والأخلاق) أو أن يكون سلبيا (اختياراته عليلة تضر ولا تنفعه حتى هو كشخص) فإذا عليه جني محصول أعماله في الآخرة إما النار أو الجنة.
الحياة لم تتغير أسطرها العريضة منذ وجود أبينا آدم وأمنا حواء، فمن الضروري اعتبار اختلاف العدد بين عهدهم وعهدنا ،2 أصبحا مليارات،أضف إلى ذلك أننا نعيش في نفس المساحة فالكرة الأرضية لم يتغير حجمها منذ نزول آدم. ولننظر معنا إلى تاريخ البشيرة بصورة شاملة نلاحظ أن ما تعاني منه الناس في الحاضر وجد عند أسلافهم وعانى الجميع من حالات أسوأ مما نعاينه نحن في الحاضر فلا يجب أن يغتر المرء بالتطورات العلمية التي بلغها الإنسان فهي كماليات مساعدة وأحيانا أخرى معوقة. فهناك من الحضارات التي بلغت ما لم نبلغه وآثارهم تدل عليهم ولكنهم اندثروا ولم تبقى سوى الحجارة تخبرنا عن القليل مما بلغوه.
الحياة عبارة ينتقل عبرها البشر ليختبرهم خالقهم من خلالها إما أن يخلد في النار (اللهم عافينا ولا تذقنا لحظة فيها) وإما الجنة (الله يجمعنا فيها). نزول آدم وحواء إلى الأرض كان بيدهم وخروج الإنسان من أرض سيكون بيده أيضا (كانت أربعة أيدي أما الآن فهم المليارات).فمهما دعا الصالحون وجاهدوا فلن يسلم إلا القليل، وعملهم ليست أقاويل تذكر في المجالس وعندما ينفض المجلس تندثر كلماته فهناك من يتأثر ولو بالقليل فيحدث ذلك تغييرا في نفس المستمع وبذلك تحصل الفوائد التي لا يتوقعها صاحب المجلس بذاته .
أرى أنه لا يجب اعتبار اجتهادات المصلحين كالحرث بالحر فكل من منبره يؤثر ويتأثر والعمل المتكامل غير موجود كالإنسان المتكامل فهو ليس من أرضنا، وكل فرد وفي وسطه يعمل ليصل إلى أهدافه التي رسمها لنفسه وفي مجتمعه فّإن كان بناء فيحتاج لمن يبني له وبذلك يطلبون خدماته حسب معاملاته معهم (هنا أتحدث عن الفرد في المجتمع والمجتمع مع ذلك الفرد). ووجود البأس والكذب والنفاق والتحايل على الآخر وجبن كما ذكرت في مقالك هو الوجه السلبي الذي تفاقما مع تفاقم عدد البشرية وكثرتهم جعلت هذه الصفات تبرز وفي أشكال لا يمكن حصرها لأن المعاملات بين البشر ومتطلبات حياتهم الضرورية ولا نتحدث عن الكماليات أصبحت صعبة المنال وأحيانا تصل إلى الاستحالة. والطاعون الذي اجتاح نفوس الناس إبادته مستحيلة ولكن مقاومته موجودة والجهود تصل إلى نصف المبلغ أو حتى دون والمفيد (وفي رأيي) أن هناك من ينجح في حياته وتكون نهايته الجنة عن طريق التوبة التي تكرم الله بها على عباده.
23/3/2007
شكراً على اهتمامك بالمشاركة، وأتفق معك في أن إبادة طاعون النفوس مستحيلة، ولكن المقاومة ما زالت أضعف مما أتمنى، وأضعف مما يمكننا!!
أما فكرة انتشار الأخلاق السلبية على التوازي مع كثرة عدد البشر، وقلة الموارد ربما، هذه الفكرة متداولة في مجتمعات وأوساط كثيرة دولية ومحلية، ولا أميل إلى تصديقها أو تمريرها، لأن الله خلق الأرض، وقدر فيها أقواتها، وأنا مع القائلين باستمرار تدبيره ومدده المتصل لعباده، وإلا لفسدت الأرض، وبالتالي فإن الندرة أو قلة الموارد هي خرافة بحسب البعض، وأتفق معهم، إنما تشهد البشرية ظلماً مضاعفاً في سوء توزيع الثروات، واحتكار الموارد لصالح فريق محدود ونخبة متسلطة في كل بلد ومجال، وهذه الأفكار ضمن نقاشات العولمة والعولمة البديلة، رغم أن أغلبنا لا يعرف أصلاً ما هو الموضوع المطروح!!!
وقد أدرت نقاشاً مؤخراً حول هذه العناوين كشف لي أن العقل العام بين المتعلمين بضاعته متواضعة أكثر بكثير مما كنت أتخيل، والحوار موصول إذا أردت استكماله. أهلاً بك.
واقرأ أيضًا:
على باب الله: المقامة الظِّبيانية/ على باب الله: عصر الحريم