ماذا يحدث لو نجحت وحققت الهدف؟
في بعض الأحيان تجد نفسك أمام هدف تريد تحقيقه، لكنك لا تبذل مجهوداً كافياً للوصول إليه. أنت لا تخاف الفشل فالطريق إليه واضح. قد تبذل بعض المجهود، لكنك في معظم الوقت تبدو متقاعسا دون أن تعرف لماذا. يحدث هذا كثيرا مع الأهداف طويلة المدى مثل تقليل الوزن أو الانتقال من عمل إلى آخر.ساعتها عليك أن تسأل نفسك: ماذا سيحدث عندما تنجح؟ لا تفكر في آمالك أو مخاوفك. ولكن لتصب تفكيرك وبواقعية شديدة على ما تتوقع حدوثه... أنت حققت هدفك ثم ماذا؟ ما الذي سوف يتغير؟ مثلاً، إذا أنقصت وزنك من المحتمل تتعرض لأشياء كثيرة، مثل أن:
1- الناس سوف تلاحظ وتعلق.
2- بعض الناس سوف يطلبون منك النصيحة.
3- نوع جديد من الحياة يتماشى مع الصورة الجديدة مثل ملابس جديدة.
4- تتعرض للغيرة من طرف بعض الأصدقاء الذين يعانون من السمنة.
5- القلق المستمر حول قدرتك في الحفاظ على هذا الوزن.
6- أن تتغير نظرتك لشريك حياتك فتراه أدنى من طموحاتك في ظل وضعك الجديد.
أما الجانب الأهم هو أن النجاح يتطلب التغيير. والتغيير له جوانبه السلبية والإيجابية -كما هو كل شيء في الحياة-.غالباً ما يقول الناس إنهم يريدون النجاح ولكن في الحقيقة سلبيات النجاح قد تبدو أكثر من إيجابياته. والوسيلة لتخطي تلك المشكلة هي اقتلاع السلبيات أو التعايش معها.
فالنظر إلى الجانب الإيجابي للهدف ممتع ومع ذلك لابد أن نقف وننظر إلى الناحية المظلمة وندرك أنه يجب علينا التعامل معها.
الخوف من النجاح أقوى من الخوف من الفشل لأنه عادة ما يكون قابعا في اللاوعي.عندما نخاف من شيء ما، فمن البديهي أن نتفاداه. نفس الشيء يحدث عندما نخاف من أعراض النجاح، فينتهي بنا المطاف إلى تفادي أو تأجيل الوصول إلى الهدف المرغوب.
لذلك عندما تسأل نفسك "ما الذي سوف يحدث عند النجاح"؟ ستتمكن غالباً من حل المشكلة لأنك ساعتها ستركز على المخاوف. حقيقة.. الخوف من النجاح أمر فريد من نوعه يظهر مع التقدم في حياتنا. لأن المستقبل وما نتخيله عن المستقبل يؤثر علينا ولكن في نفس الوقت نحن نجهل كيف نتعامل مع مخاوف النجاح لأنها في المستقبل. فنحن مجهزون أكثر للتعامل مع الماضي. التفكير فيما ماحدث وليس لما سوف يحدث.
مخاوف النجاح تتمركز حول قضايا معينة. من أهمها، أن النجاح سيؤدي إلى الوحدة. والنساء بالذات يخفن النجاح لأنهن يصبحن أقوياء ويتحكمن في حياتهن ويصنعن الحياة التي يريدونها، مما قد يعرضهن للنفور من قبل المجتمع المحيط بهن أو أن يصبحن غير محبوبات.
التغيير اختيار وداخل كل منا القوة لإنجاز هذا التغيير.فهل ستترك نفسك للندم أو لمجرد التفكير في أنه كان في مقدرتك أن تنجز هذا التغيير من قبل لكنك لم تتخذ الخطوة السليمة، عندها عليك أن تدرك أن السبب في ذلك هو الخوف من النجاح.
اقرأ أيضاً:
الديمقراطية والصحافة/ هل يوجد مكان للأبطأ في عصر التكنولوجيا؟