الفرق بين الخوف والخجل محمود وأحيانا غير مرئي، الفرق بين الخجل كقيمة نبيلة ومحترمة والخجل كمرض وعقدة نفسية فرق غامض ويمكن عبوره في أية لحظة، عشان كده لازم نبقى حذرين ونحن نمتدح الخجل ونكون أكثر حذرا ونحن نهاجمه، الخجل في علاقتنا الزوجية مشكلة والخجل من نفسنا كارثة والخجل من الحقيقة خطر والخجل من الآخرين قيمة أحيانا ومرض في أحيان أخرى، الخجل سلبي وإيجابي عشان كده الاختيار بين أنواعه وأصنافه صعب وشاق، لكن مهم وضرورى.
الخجل ليس قاصرا على البنات والخجل ليس مطلوبا على طول الخط والخجل مخجل جدا لو كان في اللحظة الخطأ والتوقيت الغلط ومع الشخص غير المناسب فكن حذرا واخجل وكن حذرا من خجلك. الخجل في جوهره هو البطء في بعض القوى التي تدفعنا إلى الأمام. احنا اعتدنا نَوصف الخجل بإنه مجموعة من الإشارات والأعراض مثل تفادي العلاقات الشخصية، عدم وجود كلام أو حديث مع الآخرين.... وهذه الإشارات التي تحدث داخلنا تتمثل في حرارة الجسم والألم، ببساطة هي علامات الالتهاب. عشان كده ما يحدث داخل الإنسان الخجول هو انسداد لعدة قوى طبيعية.هذه العرقلة تنتهي به إلى التوتر.
نتائج أبحاث أجريت مؤخرا قد تغير في أفكارنا تجاه الخجل وتشير إلى وسائل جديدة للتعامل معه. ففي جوهر وجودنا كبشر تكمن رغبتنا في التواصل مع الآخرين. بالنسبة لكثير من الأشخاص، الخجل يشكل أول عائق أمام هذا الاحتياج الأساسي. عشان كده تقطع أوصال علاقاتنا بالبشر، تثبت الدراسة أنها تؤدي إلى انهيار عقلي وجسدي كما تثبت الدراسة وخبراتنا الحياتية... التعريف التقليدي للخجل يقول أنه مشكلة في التعامل والتواصل مع الآخرين ناتجة عن نقص في الشعور بالذات، وبالتالي الخوف والقلق من الرفض. لكن البحث أثبت أن هناك عوامل أخرى خارجية في مجتمعاتنا وخارجها. البحث أظهر أيضاً أن الخجل يعرقل طريق الشخص ويؤثر على علاقاته وتصرفاته في مكان العمل، الدراسة أو المجتمع بشكل عام.
الشعور بالسجن داخل الشخص الخجول هو مصدر الألم. ولكن طريق الخروج أو اقتحام هذا السجن من المحتمل أن يكون اعتناقه. هناك عدة طرق ممكن أن يسلكها الشخص الخجول ليطور علاقات مرضية بدون انتهاك طبيعته الأساسية.من ضمن حلول الخجل هو تفهمنا وتقبلنا لذاتنا في البداية. الشخص الخجول يحتاج وقتا للتسخين بمعنى أنه يأخذ وقتا أطول للتأقلم مع موقف عصيب أو جديد حتى في الحديث اليومي. فهم يصلون إلى نفس الهدف ولكن أبطأ. الشخص الخجول يضع أيضا مقارنات غير سوية مع الآخرين لأنه مقتنع أنه تحت التقييم الدائم من الآخرين. عشان كده كلما ركز الشخص الخجول على نقاط ضعفه، فقد إدراكه بالأشخاص المحيطين به، فاختفت من مدركاته حقيقة أنهم مثله تماماً ولديهم أيضا نقاط ضعفهم. البحث وجد أن 48% من الأشخاص خجولين وبذلك فإن الخجول لن يشعر بالوحدة لأنه بالضروري سيجد أمثاله في كل مكان. ويبقي سؤال: هل يوجد مع عصر التكنولوجيا شديد السرعة مكان للأبطأ؟ للأسف لا.
واقرأ أيضًا:
الخوف من النجاح/ انطباعات أولية من السويد