سيد الرجالة مشاركة
ما بين التعليق الذكي لـ د.السعدني على موضوع "سيد الرجالة" وغضب صديقتي ظللت حائرة, ثم فضلت أن أعبر عن شكري وامتناني للدكتور السعدني وصديقتي أيضاً!
أما الدكتور مصطفي فكلامه كله مقبول ومفهوم ورائع ولكنني تعجبت من سطر قال فيه "أما موضوع سيد الرجالة هذا فشعرت في ردك بأن لديك حساسية من موضوع رغبة بعض الرجال في تعداد الزوجات!!" ومن يرجع الى موضوع "سيد الرجالة" على مجانين سيجد "ولسنا بالطبع بصدد مناقشة موضوع تعدد الزوجات.. فما أعرفه وأعتقده أنه مباح للرجل وفي حالات وليس واجباً أو فرضاً أو سنة- وأنني شخصياً لا أعارض أن يتزوج زوجي بأخرى شريطة أن يبدي أسبابه وأن يلتزم بالشرع في العدل حيث أنه سيصبح زوج من ذوي الشقين!-"!
وبهذا يكون معنى ما كتبته أنني ليس لدي حساسية لا عامة ولا شخصية من استعمال الحق نهائياً ولكن ما أرفضه ولدي ضده كل أنواع الحساسية في الدنيا هو التعسف في استخدام الحق, وهذا ما عاتبتني بشأنه صديقتي قائلة "يعني إيه موافقة على التعدد وكمان ممكن جوزك يعدد؟ حد يقول كده؟! انتي مش عارفة إنه كده ماحيصدق وممكن يعملها فعلاً؟!
والموضوع بداية لم يكن تحسس أو عدم تحسس لرغبة الرجال في التعدد وإنما هو تعليق على برنامج فضائي يساعد على صنع الوعي لدى الناس, ويقول لهم أن سيد الرجالة هو الذي يجمد قلبه ويعدد!
وكان منطقياً أن أرفض هذا, فلا يشرف الرجال ذلك بالمرة, أعرف أن سيد الرجالة هو الخلوق, سيد الرجالة هو من يقف مقاوماً النوازل المجتمعية والثقافية التي تحل علينا كل فيمتو ثانية, سيد الرجالة هو من يكشف الفساد ويفضح المفسدين, سيد الرجالة هو ذلك المجاهد أو المكافح في شتى ميادين الحياة, سيد الرجالة هو كل من يقف على ثغرة لا يغمض له جفن حتى يؤدي الأمانة.. سيد الرجالة هو وهو وهو.. قولوا ما تشاؤون من معان نبيلة وقيمة في وصف وتوصيف سيد الرجالة إلا أن يكون الشجاع المعدد للزوجات!
كنت أتمنى وأنا أشاهد هذا البرنامج بأن يتوجه المذيع للشاشة قائلا جمّد قلبك واجعل لك هدفاً ورسالة في حياتك وقاوم حتى تحقق حلمك أو أي شيء من هذا القبيل لا أن يقول جمّد قلبك وعدد!
أرفض أن تتوجه دعوة عامة فضائية هكذا.. الله سبحانه وتعالى جلّ شأنه لم يوجهها وكأنها فريضة كما يريدون هم. وأرفض أن يتخيل الناس أن حل مشكلة ارتفاع سن الزواج لدى الفتيات حله التعدد لأن هناك عدد مساو من الذكور العانسين أيضاً وهؤلاء مشكلة, وهو ما قلته في "مطلوب عريس 2".
أقول هذا في ظل واقع للتعدد -خاصة في مصر- مرير, فالواقع الاقتصادي يجعل من أكبر التحديات حالياً أن تفتح بيتاً وتعول زوجة وأولاداً اعالة "نص نص" وليس عيشة كريمة, وهذا تحدي يواجه الرجل أما المرأة "الزوجة" فإنها يا إما تعمل وتعول نفسها فقط حتى تساعد زوجها غير القادرحباً وكرامة, أو تساهم بشكل فعلي في نفقات البيت والأولاد حتى تستقيم أمورهم الاقتصادية ويعيش الجميع حباً وكرامة أيضاً .. يعني الزوجة هنا بلا "نفقة شرعية" وهذا حق شرعي لها وإن كانت ثرية أو لها راتب هكذا يقول الشرع, وكلنا نعلم معنى القوامة!!
وعلى رأي منى عبد الغني في تعليقها على كلام ضيفها الدكتور العبيدي أستاذ الشريعة بجامعة بغداد في برنامجها حور الدنيا بقناة الرسالة والذي كان يتحدث فيه واصفاً نفقة الزوجة الواجبة على الزوج بأنها تقابل حق الطاعة له وقوامته عليها وهذه تسقط إذا لم ينفق عليها فعلقت منى عبد الغني قائلة "يااااه احنا عندنا كده بيوت كتير مفيهاش قوامة" !!! ولا تعليق.
وبعض الرجال المتذاكين وهم ليسوا أذكياء في الحقيقة إذا "هفتهم نفسهم" على تعدد في ظل هذه الظروف الاقتصادية البئيسة الخانقة يبحث عن امرأة تريد رجلاً وفق معنى ما للرجولة ولديها الإمكانات المادية أي لا تكلفه شيئاً, امرأة فقط تريد المتعة التي يريدها هو والسلام عليكم! وبصراحة لا تعليق على "سيد الرجالة" الذي يفعل ذلك!
فالزواج المودة والرحمة والبيت والأولاد والأسرة والاستقرار والإعفاف و.. و.. أصبح عند هؤلاء شيء آخر ما أنزل الله به من سلطان.. ظلم للزوجة الأولى التي تعيش مع زوجها راضية محتسبة محبة بلا نفقة هي حقها وواجبه ويكون هذا جزاؤها –وطالعوا آثار التعدد على الزوجة في الفتوحات العاطفية لدكتور محمد المهدي على مجانين-, وظلم للرجل نفسه فمن يدري لعل الثانية هذه الباهرة بجدتها "جديدة يعني لانج" تعير هذا الزوج يوماً ما بعد أن تمل دوره بأنها تنفق عليه ولا تشعر أن لديها "رجل" حقيقي يقوم على كل أمورها, وظلم للمرأة الثانية هذه نفسها التي لن تشعر بالاستقرار وسيكون الأمر مجرد قضاء وطر بلا حياة متكاملة وبلا أفق..
أما أن الزوجات المصريات يضيعين أزواجهن فهذا حاصل بالفعل ولكن هنا سؤال هو لماذا؟
والإجابة ببساطة لأن "المصرية" أصلاً أعظم امرأة تضيع حقوقها, أعظم امرأة في الشقاء والتحمل وحمل الهم.. "أم علي" - مع الاحترام لكل الأمهات أم علي- المصرية تستطيع أن تعرفها من بين كل الجنسيات النسائية في العالم, فنظرا لسوء الحالة التعليمية تجدها هي المدرس لكومة العيال, ونظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية لابد أن تدبر الحال وتمشيها.. ازاي مش شغلنا, شغلها هي, وكمان تجري تلحق المواصلات في وجبة بهدلة محترمة ولازم تنجز وتتقدم لأنها إنسان وهذا حق إنساني وترجع تنفض السجاجيد وتنشر الغسيل, وهي كمان بتحمل وبترضع, والبنادول علاج لكل شكاواها الصحية, مفيش حاجة اسمها دكتور وتحاليل وشغلانة مفيش وقت ولا فلوس ولا حد أصلاً يهتم, وإن وجد فإن الأمر غالباً يكون انتهى.. انتهى العمر, أو انتهت الصحة والحيوية والشباب وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد مكثت فترة من عمري بالكويت, لم أعرف أن المصرية امرأة فولاذية أو قادمة من الفضاء كما عرفت هناك.. وهذ ليس كلامي وإنما كلام وصور ذهنية وأحيانا اندهاش من السوريات والكويتيات والسعوديات وجنسيات كثيرة احتككت بها عن قرب هناك, كله لا يعرف عن المصرية غير أنها حّمالة أسيّة!
لذا أضم صوتي لصوت دكتور السعدني لابد أن تتغير المصرية فعلا ً وأن تقول كفاااااااااااااااااية.
أما صديقتي العاتبة فأقول لها أنني قلت أنني شخصياً لا أعارض أن يتزوج زوجي بأخرى شريطة أن يبدي أسبابه وأن يلتزم بالشرع في العدل حيث أنه سيصبح زوج من ذوي الشقين!-"!
لا لشيء إلا لرغبتي أن أوصل رسالة للزوجة المصرية التي "تولول" في معزوفة لا يضاهيها فيها أحد من النساء من الجنسيات الأخرى إذا ما عدد زوجها وتكتئب وتضعف وتخاصم الحياة ويصيبها ضغط الدم والسكر وكل أمراض الدنيا ثم تدخل المصحات النفسية أو مستشفى المجانين –مع وافر الاحترام لمجانين- بأنني لا أحبها هكذا ضعيفة.. لا أريدها هكذا مستسلمة لمشاعرها.. أقول لها وفري ذلك لشيء أثمن وأغلى لو ضاع دينك أو مستقبلك وليس سوى ذلك, وأذكر هنا صديقتي السعودية التي كنت أتناقش معها في التعدد فقالت لي "وإيه يعني تبغيني أمّوت نفسي يعني, بصراحة ما تعجبوني انتم المصريات.. الواحد تضّيع حالها, ابكي شوي وخلاص انسي واعتبريه قدر لو حصل وعيشي حياتك وحافظي على صحتك بس ما تتركين حقوقك.. وما شيء يستاهل.."
اقرأ أيضاً:
ذكرياتي مع الحلوة / أمي.. حضني! / انفلونزا الكلاب