الرفق بالحيوان أصبح واجباً ...... أفلا ننال الرفق بالإنسان؟
استكمالاً لسلسلة اغتيال الحريات في موطني العزيز، التعذيب داخل أقسام الشرطة.
فلقد أصبح من المألوف الآن أن نستمع إلى إحدى الروايات عن تعذيب متهم داخل قسم الشرطة والأصعب من ذلك انتهاك الأعراض مثلما حدث في قسم بولاق الدكرور والطريف أن الضابط الموقر قام بتصوير فعلته.
ليس فقط ما فعله الضابط الموقر إسلام نبيه في قسم بولاق الدكرور، بل أيضا الأطفال في وطني يعذبون........... واأسفاه. التوربيني وعصابته التي تتولى مهمة الاعتداء على الأطفال في شوارع مصر المحروسة، ويتنقلون بين المحافظات بكل بساطة وسهولة.
ما شاء الله..... هل هذه هي الحرية التي يتحدث عنها ذوو الشأن في موطني؟؟؟
قديما كان يقال أن الشرطة في خدمة الشعب، أما الآن يقال أن الشعب في خدمة الشرطة والله عال عال عال........
إن هذه الأحداث لا ينبغي أن تمر هكذا مرور الكرام بل لابد من التوقف وإمعان النظر والتفكير جيدا فيما آل إليه حال المجتمع سواء من العنف والبلطجة البوليسية أو من القسوة التي انتشرت مؤخرا بين أفراد المجتمع.
انتشار الفقر والمرض والبطالة دفع الآلاف من الأطفال في شوارع مصر هائمين على وجوههم باحثين عن الطعام والمأوى......
كيف أصبحنا هكذا وندعي أننا في عصر الحريات؟؟؟ ضاع الأمن والأمان من مجتمعنا فأصبح من هم من المفترض أن يقومون بحماية أفراد المجتمع هم القائمون على تعذيبهم وإذلالهم.
تآكلت آليات المجتمع وتهدمت قواعده وأصبحنا على أرض رخوة وفي مهب الريح تعصف بنا رياح الأعداء من كل اتجاه، العدو الصهيوني من جانب والخلافات الداخلية والانقسامات بين العرب المسلمين من جانب آخر.
الم يئن الأوان لنجمع شتاتنا كعرب وكمسلمين لمواجهة هذا الطوفان الجارف من جانب أعداء الله؟
قال تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60) هل آن الأوان لنعد العدة أما ماذا ننتظر بعد كل هذا؟!
وكيف يحدث هذا ونحن داخل أوطاننا مقهورين؟!! مغلوبين على أمرنا!! مشتتين فيما بيننا الشعب في واد وذوي الأمر والسلطان في واد آخر!!!!
المجتمع غارق في مشكلاته ما بين انتشار البطالة والفقر الذي أدى بدورة إلى انتشار الجرائم بشتى أنواعها وارتفاع نسبة الشباب الواقعين في براثن الإدمان.
وأما عن الأمراض النفسية فحدث ولا حرج.
تشوهت مجتمعاتنا وهيئنا العدو لينقض علينا فقديما فلسطين وبالأمس الأول لبنان وأخيرا العراق والله وحده يعلم من التالي ونحن في غيبوبة لقمة العيش التي أذلت عزيز القوم وحَنَت رقاب، لابد لنا من وقفة لنتدبر أمرنا ونجمع شملنا حتى نستطيع مواجه الخطر القادم ولن يحدث هذا إلا إذا أنصلح حال مجتمعنا.
أفكار متناثرة، آهات وأنات تبكي ماضينا التليد تأمل أن يعود ونكون سادت العالم بديننا فهل من الممكن أن يحدث هذا يوما أم أنها أضغاث أحلام؟؟؟!!!!!
ولا أجد ما أختتم به كلامي هذا سوى قول شاعرنا الشهيد هاشم الرفاعي حين قال:
مــا راعني فـي الليــل إلا أن أرى شبحًا بأثواب الدجى يتلفَّع
يمشي الهــــــوينا شاكيًا فكأنــه صبٌ بساعات الرحيل يودع
فدنوت منـــــه محـــــاذرًا فإذا بـه حسناء أنهكها الأنين الموجع
فهتفت ما بـال الفتاة أرى لهـا قلبًا يفيض أسىً وعينًا تدمع
من أنت يا فتاة؟ قالت يا فتــــى إني أنا مصر التي تتوجـع
أبكي على مجدي وأندب عزتي هذان فقدْهُما مصاب مجذع
واقرأ أيضاً:
كل سنة وحضرتك طيب / قانا ...مذبحة إسرائيلية جديدة / مؤتمر حوار الحضارات / أخيراً...دكتور أحمد ناقش الدكتوراه