انقطعت عن متابعة الجرائد المحلية حوالي الشهر ثم عدت لأجد قضية تسفير المصريات للعمل بالسعودية كخادمات بالبيوت قضية مشتعلة والكل يهاجم الست الوزيرة...وبصراحة وجدت في الأمر مبالغة من الكتاب.
فمنذ حوالي السنتين دعتني منظمة العمل العربية لاجتماع للإعلاميين لمناقشة قضية البطالة في العالم العربي وتطرقت المناقشات إلي أن النظرة المتدنية لبعض المهن تجعل الكثيرين يحجمون عن بعض فرص العمل في مجال الخدمات وإرجاع الأمر في أحد جوانبه إلى اسم خدامة وشغالة وضرورة التعود على إطلاق أسماء لا تجرح لتلك المهن إضافة إلي أن المخرجين بوظوا سمعة الخدامة بالأفلام المصرية اللي أعطت هذا الانطباع. ودارت مناقشات علي عن كيفية تأهيل الفلبينيات وغيرهن من خلال مؤسسات محلية فيدرسون ثقافة هذا المجتمع ونمط الحياة داخل البيوت وتقسيمه من الداخل ووجدنا إن طرق التأهيل هذه غير موجودة بالمؤسسات المحلية التي تورد العاملات بالبيوت داخل مصر.
وأعود وأفكر أنه مع ارتفاع معدل الأعمار على مستوى العالم مع تطور الطب وطرق العلاج سنواجه بعجز في الممرضات وجلساء كبار السن وخاصة في مجتمعاتنا التي مازالت لا تتقبل فكرة إيداع الجدود والآباء بدور المسنين... هذا ما أراه مناقشة مفيدة ومثمرة ولكن إيقاعنا في هذا الكم من اللخبطة والارتباك وتحويل الأمر إلى سمعة مصر وبنات مصر والكثير من المانشتات السخيفة الساخنة فإن عكس شيء فازدواجية المعايير والرؤى وفقدان البوصلة وعدم المساهمة في تطوير الأفكار.
وكان من الممكن أن أتقبل هذه الكلمات من صديقتي الجزائرية التي تعمل بالإذاعة السويدية منذ سنوات فتشربت قيم هذا المجتمع التي سخرت مني عندما علمت أن لدي بمصر من يساعدونني في أداء المهام المنزلية قائلة "أحمد الله على أنكم شعوب العالم الثالث لم تجتاحوا العالم وإلا لحولتم البشرية إلى عبيد لكم "ثم أضافت" كلامي نصه هزار بس نصه جد"... لكني أتساءل وأريد إجابة واضحة من الكتاب الذين هاجموا الفكرة هل تكنسون بيوتكم وتطبخون طعامكم وترسلون أبناءكم إلى المدارس وتشترون مستلزمات بيوتكم بدون توظيف مساعدين؟؟
اقرأ أيضاً:
العودة إلى الوطن/ يومي في الشوري