كأي مواطنة منهكة محبطة وزهقانة من النفخ في قربة مقطوعة ومحاطة بأخبار عن القبض علي مرشحين وعالمة بعدم وجود إشراف قضائي ومشاهدة لكم الأموال المهدورة ومذيلة بخيبة التعديلات الدستورية الأخيرة، تحاملت علي نفسي وتوجهت إلي مقر لجنتي الانتخابية كي أدلي بصوتي في انتخابات مجلس الشوري.
لم يكن لدي مرشح أؤيده ومع ذلك أصررت علي عدم قطع العادة والمحافظة علي لياقتي الديمقراطية وصوتي رغم أني متأكدة أن صوتي مغدور في ظل كل المناخ السائد الذي لن يقبل التخلي عن مقاعده إلا بحرق الأخضر واليابس والقضاء علي الحركة البسيطة المحاولة لاستنهاض الشعب المصري من أجل مراقبة صناديقه الانتخابية خاصة وأن الغالبية العظمي لا تذهب من أصله بعد أن فقدت الأمل في التغيير وتوهتها وسائل الإعلام في بحور من الرمال...
مع ذلك صحبت أمي و أختي كي نمارس حقنا في الإدلاء بأصواتنا. وأمام الصندوق الذي لم يكن به سوي ستة أصوات بعد مرور ست ساعات ونصف علي فتح باب الاقتراع، تناولت بطاقة الاقتراع ثم مزقتها إربا وألقيتها في الصندوق الشفاف جدا في ظل صيحات السادة الموظفين المشرفين علي الانتخابات بأن ذلك ما ينفعش وبيني وبينكم أنا ذاتي لا أعرف هل هذا ينفع والا ما ينفعش فلم أكن قد فكرت وأنا متوجهة إلي اللجنة أني سأقوم بذلك بس هو كان مجرد "فش خلق".
ونظرت داخلي فوجدت حالة من الإحباط الشديد لم ينتشلني منها سوي التفكير في المشاريع القادمة من أجل تعليم أطفال المدارس مناهج الديمقراطية و البرنامج الذي أعمل عليه حول خلافات الثقافات، فأتأمل الأحوال وأؤكد لنفسي أن المشوار مازال طويلا. سأربي ابنتي وأقرأ رواية صديقتي سحر الموجي الجديدة "نون" فأتعلم منها ضرورة أن أواجه ذاتي وأتصالح معها وهذا لا يعني أن أظل محلقة... سأفرح بنجاحات صغيرة ولن أضع توقعات هائلة وسأناضل من أجل منع الانحدار وعندما أتوقف عن الأمل سأكون قد مت... لكني حتى النهاية سأستمسك بعبارة الإمام الشافعي "إذا أردت أن تكون غنيا فلا ترضي عن حالة إلا أن تكون بدونها"
اقرأ أيضاً:
الخادمة المصرية/ صدمات الحياة