كثيرا نقول لأنفسنا ولرفاقنا في الحياة، أنا حاسس إني مصدوم، نصدم كثيرا .صدمة في فقدان عزيز أو صدمة في حب وعاطفة أو صدمة في شخص كنا نحترمه ونزل في نظرنا أو في صدمة طلاقنا أو أقرب الناس إلينا.
كثيرة هي أنواع الصدمات لكن هل نستطيع أن نتوقع الصدمة؟ هل يمكن بناء جدار فاصل بينا وبين الضعف تجاه الصدمة؟ هل هناك شخصيات أكثر استعدادا للصدمة من غيرها وهل هناك نوعيات من البشر أكثر رغبة في صدم الناس من غيرها.
إلى كل المصدومين أكتب.. أكتر صدمة موجعة ومؤلمة هي التي لا تتوقعها ولا تنتظرها، أو التي تأتي من شخص أو شخصية هي آخر من كنت تنتظر منه هذا الفعل، يعني الصدمة بدايتها توقع.. أمل.. رجاء.. انتظار.. ترقب.. فإذا به حين يخيب يصنع الصدمة، إذن نحن في الغالب سبب الصدمة فمن قال لك إن توقعك سليم وعشمك في محله ونظرتك صح، وبالتالي فإن الصدمة هي مشكلتك الشخصية, داخلك قبل خارجك لذلك فهي تهزك وتزلزلك.. ولكن الضربة التي لا تقتلك تقويك وهذا ينطبق على الصدمة.
فالصدمة تصهرك كما تصهر النار الحديد، تخشن رقتك وتقوي مناعتك، لازم نتصدم في حياتنا عشان نأخذ الترياق الذي ينجينا من صدمات تالية أو توابع صدمات، الصدمة تطعيم مهم عشان نبقى واقعيين وعمليين وناضجين، مش معنى كده إنك تسعى للصدمة ولكن أن تقدر على احتوائها والتعامل معها والنجاة منها، كلما استطعنا أن نكون أكثر نضجا سنتفهم صدماتنا ولكن احذر ألا تصدم فالذي لا يحب شيئا والذي لا يحب شخصا هو الذي لا يصدم أبدا.
شعورك بالصدمة دليل على حساسيتك وإنسانيتك ودهشتك لكن إحذر الاستسلام للصدمة فهو الخطر الذي يصدم فعلا.. الشخص الذي يواجه صعوبات في حياته يحتاج لمزيد من الاهتمام، الحب، الرعاية. يحتاج من يستمع إليه ويستطيع أن يقضي وقتا معه. إذا لما تمر بمحنة،يجب أن تقول لأصدقائك وأقاربك،شاركهم مخاوفك، وأفكارك فهم يريدون أن يساعدونك لأنهم في الأغلب مروا بنفس التجربة أو تجربة مماثلة.
إن خوف الإنسان سوف يقل لو استطاع أن يتكلم مع شخص آخر مر بنفس التجربة. فكر إيجابياً وذكر نفسك دائماً أن هذه ليست النهاية، وأن هناك أشياء أفضل تنتظرك. واجه وصارع أفكارك السلبية. لا تقل لنفسك "ليه أنا حصل اللي كده؟" فهذا هو الاستسلام بعينه. حاول أن تحلل أفكارك مثل العلماء والباحثين وسوف تجد شيئا جميلا في حياتك، كما ستجد أشخاصا أو شخصا واحدا يمكنك أن تثق به. وستكتشف أن ما يحدث لك، يحدث للآخرين أيضاً.عندما تعرف ذلك،ستكون قد وصلت بتفكيرك إلى كيفية تخطي هذه المحنة. أنت من سيجد الأسلوب لتخطي هذه الأزمة، وذكر نفسك دائماً كيف فعلت ذلك من أجل المحن القادمة.
اقرأ أيضاً:
يومي في الشوري/ ما يحكمش