أحيانا نتساءل عن قيمة الألم في حياتنا وما معنى المعاناة والابتلاء الذي يبتلي به الله بعض عبادة وهل هو حقا غضبا من الله ؟ على هؤلاء العباد أم حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه فكم ابتلى الله أنبيائه وعباده الصالحين.
أتذكر سيدنا أيوب (عليه السلام) وقصة مرضه الطويل وصبره على معاناة المرض الذي أقعده وأمله في الله الذي لم يفتر لحظة وثقته في أنه هو رافع البلاء سامع الشكوى، كنت كلما تذكرت قصة سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) ورحلته إلى الطائف وكيف تعرض للإيذاء من سفهاء الطائف وكيف خرج أطفال الطائف يقذفونه بالحجارة حتى جرحت قدماه الشريفتان وجلس تحت شجرة يستريح ويشكو حاله إلى الله في دعاء جميل (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي).
كنت كلما أشتد بي الألم وشعرت ظلما من أحد من العباد لم أكن أقوى على دفعه كنت أردد هذا الدعاء وأتذكر نبينا الكريم وكيف صبر طوال حياته فقد واجه الابتلاء في موت زوجته السيدة خديجة وموت جميع أبنائه الذكور وامتحنه الله في حادثة الإفك والتي كانت من أكثر ابتلاءات الرسول (عليه الصلاة والسلام) وفيها أظهر الله الحقيقة وأظهر طهر وبراءة السيدة عائشة رضي الله عنها.
لن أتكلم عما عاناه في سبيل نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله فقد لاقى الأمرين، يا الله كل هذا تحملته يا حبيبي يا رسول الله، تحملته صابرا، إن مصيبة واحدة مما أصابك كانت كافية أن تهد عزم أعتى الرجال ولكنك أنت كنت دائما المثل والقدوة لتقدم لنا أروع أمثلة الصبر والاحتساب عند الله.
اللهم ألهمنا صبرا جميلا نرى به أن كل ابتلاء منك خير ما دمت راضيا عنا فلا نبالي فارضَ عنا واغفر لعبد ضل الطريق عذره الوحيد هو حبه لك وأمله أن ترضى وتغفر اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا آمين آمين.
واقرأ أيضًا:
قصر أحلامي / أكل عيش وعالم الكبار السحري1 / هل تعرف ماذا تريد؟ مذكرات تلميذة