-1-
قال الشاب لأخته: سوف أتصّوف، قالت: تتـ.. ماذا؟ قال: أتصّوف. قالت: "التصوف" يعني ماذا؟ أخشى أن تكون كلمة "قلة أدب" قال: ربما، قولي لي أولا ما هو الأدب، حتى نتفق على معنى "قلته"، قالت: والله العظيم لقد جرى لعقلك شيء، قال: يا ليت، قالت البنت: لقد بدأت أخاف عليك بجد.
- 2 -
قالت الأخت لأخيها: ما هذا الكتاب الضخم في يدك؟ ألن تكف عن تضييع وقتك هكذا؟ قال: أنتِ مالك؟ قالت: أنا أخاف عليك، قال: ولا تخافين على نفسك؟؟ قالت: أخاف، لذلك توقفت عن قراءة ما لا أعرف. قال: يا نهارك أسود، تقرئين فقط ما تعرفين، فلماذا تقرئينه؟ قالت: ولا حتى هذا. قال: ألف مبروك، قالت: قل لي بجد، ما هذا الكتاب الضخم؟ قال: هو مؤلف لباحثة ألمانية كتبْته عن التصوف والإسلام، قالت: تتكلم جدا؟ قال: هاكِ عنوانه، ألا تفكين الخط؟ قالت: لا يا عم خليّني بعيدة، لابد أن هذا الكتاب هو السبب فيما أصاَبك، ربنا يشفيك، ولكن مالها هذه الألمانية بالإسلام والتصوف؟ قال: ربما أشفقت علينا وعلى ما فعلناه بالإسلام، فأرادت أن تعرفنا ديننا، قالت: وهل أسلمتْ؟ قال:لا، قالت: لماذا؟ قال: ربما خافت أن تصبح مثلنا، قالت: وهل هي تعرف ديننا أكثر منا، قال: وهل أنت تعرفينه؟ قالت: نعم. قال: هل تصدّقين نفسك؟ قالت: قَبْلاَ، قل لي ما اسمها؟ قال: اسمها "ماري" شميث، قالت: ماري ماذا؟ "ماري"؟!! على اسم صاحبتي!! قال: التي ستدخلينها النار! قالت: أنا؟؟ قال: طبعا، ستدخلين كل "ماري" النار؟ قالت:أنا شخصيا لن أُدخل أحدا النار! قال: لا يا شيخة؟ قالت: هذه أمور نتركها لربنا وهو أرحم الراحمين؟ قال: لكنهم لا يتركونها لربنا، قالت: من هم؟ قال: أولياء أمور عقولنا، الأوصياء على إيماننا، قالت: لست فاهمة، قال: أحسن.
-3-
قالت الفتاة لأخيها: أنت تهرب في القراءة، قال: وأنت تهربين في الهرب منها، قالت: لكنها تلاحقني في نومي؟ قال: ما التي تلاحقك؟ القراءة!! ؟ قالت: لا، الصور. قال: أية صور؟ قالت: رأيتك في جهنم الحمراء، قال: وأنتِ؟ أين كنت بالسلامة؟ قالت: كنتُ على يمين العرش؟ قال: وهل رأيت ربنا؟ قالت: لا طبعا...، غمرني نوره من كل جانب، فاطمأننت حتى دعوته أن يأمر الملائكة ليوقفوا شواءك؟ كانت الرائحة لا تطاق، قال: رائحة ماذا؟ قالت: شواءك، قال: بالله عليك من الذي جُن فينا؟ قالت: أين الجنون!!؟ هل توجد نار يحرق فيها لحم حي دون رائحة شواء، قال: استغفر الله العظيم، إلا هذا. قالت: المهم، استجاب الله سبحانه لدعائي، وأخرجك من النار سليما معافى، وبيدك كتاب الست ماري هذه، لم تُحرق منه ورقة واحدة، قال: رأيتِ كيف؟
-4-
قال الشاب لأخته: واحدة بواحدة، جاء دوري، لقد رأيتك هذه الليلة، قالت: كيف كنتُ؟، قال: كنتِ مرتدية أبيضا في أبيض، عروسا ليلة زفافها، قالت: ربنا يبشرك بالخير، أكمِل، قال: أخاف عليك لا تحتملين الباقي، قالت: لا والنبي أكمِل ، قال: للأسف كنت بدون طرحة، قالت: عروس بدون طرحة؟ قال: وبدون شعر؟ قالت: خبرك أسود!! قرعاء،!!!؟ قال: وبدون نصف رأسك الأعلى، قالت: الله يخيبك، والمصحف هذا ليس حلما، أنت تؤلّـف، قال: يعني حلمك هو الذي كان حلماً !!؟! قالت: المهم أنني لم أكن في النار مثلك، فلم أحتجْ لشفاعتك، قال: يا ليتك كنتِ في النار، كان أهون، قالت: أهون؟! ماذا هناك أبشع من هذا؟ قال رأيتك تـُزَفّين إلى "ديك"، قالت: ديك؟؟ هل كنتُ فرخة؟ قال: فرخة ماذا؟ "ديك تشيني"، قالت: من هذا؟ قال: العريس، عـِنّيـنٌ قاتل، قالت: يبدو أن كل قاتل هو عنين، أعتقد أن شهريار كان عنينا، وأنه كان يقتل زوجاته حتى لا يفضحْنَـه في اليوم التالي، قال: هاأنت تشغـّلين مخك مثل البني آدمين، ربما يصلح رأيك هذا تفسيرا لحروب هذه الأيام، قالت: لعلهم يخترعون صواريخ "فياجرا" "ذكية" تقوم بكل العمل، قال: من الذي يقول الآن كلام "قلة أدب"؟ أنتِ أم صديقتي ماري الألمانية التي عرفتُ من خلال كتابها معنى كدْح المعرفة كدحا، سعيا لنرى وجهه تعالى؟ قالت: أهذا هو التصوف؟ قال: ربما.
-5-
قال الأب للأم : ما العمل؟؟؟ الأولاد يفكرون، ويسألون، ونحن "هُسْ هُسْ"، قالت: لا عليكِ؟ هي أسئلة خارج المقرر. قال: أي مقرر، قالت: مقرر المشايخ والقساوسة، ثم أنا مالي أنا؟. قال: عموما هي لا تعدو أن تكون شقاوة عقول، اطمئني، الجامعة، والمخدرات، والصحف، والفضائيات، والفتاوي، تقوم بالواجب، وسرعان ما سيتوب الله عليهم، ويصبحون مثلنا.
قالت الأم : بعيد الشر
نشرت في الدستور 20-6-2007
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: القفز بين الماء والشجر... وسط دماء البشر!! / تعتعة سياسية: العِطْر والكُفْر!!!