تعتعة الكبار بأناشيد الصغار (1)

"زي كتلة قش ضايعهْ فْ بحر طين.."!!
 
 قالت البنت لأخيها: سمعت أختنا الصغيرة تغني أغنية جميلة لا أعرف كيف فهمتْها قال أخوها: وهل نحن نغني لنفهم؟ قالت: عندك حق، لقد سألتها فأجابتني بأنها لا تحتاج إلى فهم ما تدندن، وأنه يصلها "هكذا" وخلاص، قال أخوها: يبدو أننا -أطفالا- "نعرف" دون أن نفهم، هل تذكرين؟ قالت: كنت أموت غيظا حين يقفون بيننا وبين ما يصلنا وهم يحاولون تفهيمنا، قال: القرآن الكريم كان يدخلني من جلدي مباشرة فأفرح، فيفسدون ما يصلني بما يقولون!! قال: دعينا نرجع للأغنية: ماذا كانت تغني أختنا؟ قالت: إليك بعض ما أذكر:
 
 الحياةْ مش هيصهْ سايبه منعكشهْ
 الحياهْ حركة جميلةْ مُدهـِشـَه.
 بس بتخوّف ساعاتْ
 لمّا بنعرِِّي الحاجاتْ
 باترعب من خطوتي الجايّة، ولكنْ
 باترعب أكترْ لوِ انّي فضلت سـاكنْ
 
 قالت البنت: هل أُكمل؟ قال: لا طبعا، تكملين ماذا؟ كيف تقولين إنها أغنية أطفال؟ قالت: وهل التقطها فيك إلا طفلك؟، قال: وهل سمعها أبي أو أمي، قالت: لا أعرف، هما ليسا هنا أصلا، قال: والمباحث؟ قالت: المباحث ما لها! الله يخيبك!!، قال: هذا كلام ضد الاستقرار، قالت: ياه!! لم آخذ بالي، ربما!! لعلي لمحتُ في مقطع آخر دعوة للتظاهر أيضا، قال: لا يا شيخة!؟ ماذا؟ قالت: إسمع:
 
 كل ما بالْقانِي ماشي: ما بَـنَاتـْـكُمْ، أنبِسطْ
 إيدي ماسكه في إيديُكمْ،
 بابقى خايف إن واحدْ ينفرطْ
 الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا
 إنتَ وانَا
 كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،
 بس مش داخلين في بعض وهربانينْ
 زي كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.
 
 قال أخوها: ألم أقل لكِ!؟ رجال أمن الدولة قد يعتبرون حكاية "كومة قش ضايعة فْ بحر طين" قذفا في الحزب الوطني، قالت: بطل بقى قال: هل انتهت الأغنية، قالت: لا، إليك نهايتها:
 
 كل واحد هوّا نفسُه،
 بس نفسُه هِـيا برضه كلنا
 مالي وعيُه بربّنا
 
 قال أخوها: أنا لم أعد خائفا فقط من المباحث، بل أنا خائف من فتوى تقول إن الأغنية "خرجت عن ما في مخ صاحب الفتوى بالضرورة"، قالت: أين تذهب؟ هذا كلام للأطفال يا شيخ، وهم ضامنون أن الأطفال لا خطر منهم، قال: سمعت أن الطفل الرضيع، وعمره بضع ساعات، يسبح تلقائيا إذا ألقينا به في الماء، ثم ينسى السباحة بعد ذلك، قالت: بل نحن الذين نمسح عنه ما خُـلِـق به. قال: ألهذا يخافون علينا أن نفكر لأنهم توقفوا عن التفكير الحقيقي، مثلما يخافون علينا أن نغرق عقب الولادة لأنهم نسوا السباحة؟ قالت: غالبا، قال: فكيف نحرك الكبار؟ قالت: يبدو أن الكبار، بعد طول جمودهم من فرط الاستقرار، لا يحركهم إلا بولدوزر الشيطان، فيخافون أن يتمزقوا شظايا بدلا من أن يتحركوا معنا، قال: ربما هذا هو ما دعى صاحبنا أن ينتقل لتحريكهم عن طريق عيالهم، قالت: ربما! طيب تعال نغني معا الأغنية على بعضها من كتيب أختنا، لنرى.
 
 "الحياه هيّ الحياهْ،
 أغلى حاجه فيها هيّا: إني عايش، وِسْط ناسْنا الطيبين،
 حتى ناسْـنا النُصْ نُصْ، همّا برضهْ، أحلى ناسْ: طيبين
 ما انا منهمْ، يبقى لازم زيُّـهمْ، حلو خالصْ،
 بس انا برضه بَلاقينِي ساعات كدا نُصْ نُـصْ،
 قلت أتعلم، وابُصْ:
 الحياة الحلوة حلوةْ، حتى لو مُرّة وتْتأَمِّل شويه، راح تشوف مرارتها حلوةْ
 الحياة مش هيصهْ سايبه منعكشهْ، الحياة حركة جميلةْ مُدهـِشـَه،
 بس بتخوّف ساعاتْ
 لمّا بنعرِِّي الحاجاتْ.
 باترعب من خطوتي الجايّة، ولكنْ،
 باترعب أكتر لو انّي فضلت سـاكنْ.
 كل ما بالْقانِي ماشي: ما بَـنَاتـْـكُمْ، أنبِسطْ. إيدي ماسكه في إيديُكمْ، بابقى خايف إن واحد ينفرطْ
 يا حلاوا لو تكون الدنيا ديَّهْ، زي ما ربي خَلَقْناَ: هِيـَّـا هيهْ،
 تيجي رايح نحوها، تلقاها جايَّه
 الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا، إنتَ وانَا، كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،
 بس مش داخلين في بعض وهربانين، زي كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.
 كل واحد هوّا نفسُه،
 بس نفسُه هِـيّأ ّ برضه كلنا،
 مالي وعيه بربّنا
 ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني الأطفال (2)
واقرأ أيضا: 
تعتعة سياسية: العِطْر والكُفْر!!! / تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي