السلام عليك يا أستاذة بثينة.. قبل أن أقرأ مقالك الأسبوع الماضي كنت أظن أني الوحيدة التي تكره أحيانا كونها أنثى فالناس تقول لي: لكنك لا تعانين من مشاكل وعصور الحريم قد ولت. المشكلة أنني لا أحظى بمساواة معنوية, لو البيت أعطاني حقوقا, المجتمع يسلبها. وأرد أحيانا: "أنا أيوه, هن لأ, إحنا لأ" لأن دي مش مشكلتي لوحدي, ويبقى الرد وأنتي مالك؟.
وهنا تكتب القارئة سارة محمد نجاتي كلاما أردده دائما فأنتقل أنا يا سارة إلى خانة الدهشة فلم أكن أدري أن هناك فتاة تردد نفس ما أردده في حواراتي مع المحيطين بي دون أن نتقابل عندما تقول "أنا أرفض التمييز بكل أشكاله سواء ضد مسيحي أو معاق أو امرأة أو حتى حيوان" وأزيد ليس معنى أن يحقق فرد رفاهة مادية أنه يعيش في مجتمع غني أو أنه توجد تنمية حقيقية في مجتمعه.
ثم تستطرد سارة في سرد ما تواجهه "بس البعض يعتقد إني عاملة فيها هدى شعراوي، ما هو لما أتكلم مع شخص ويقول أنا غلطان أني بتكلم مع "بنت", لازم يبقى عندي "فيمنزم"، تعرفي إن حال حضرتك وإن كان مقاربا جدا لي بس أرحم من حال واحدة صديقتي.
لي صديقة تمضي وقتها في البكاء لأنها بنت, وفكرت في الانتحار لأنها بنت. ولكن علينا يا سارة أن نشد من أزر بعضنا البعض في لحظات اليأس والإحباط وعلى صديقتك أن تحقق ذاتها أولا بجهد ودأب وتصميم كي تستطيع الخروج من دائرة إحباطها الشخصي وتدخل معنا إلى الواقع الأوسع إحباطا للمرأة والوطن ومن غضبنا جميعا وقوتنا في الوقت ذاته نستطيع أن نحقق شيئا لنساء في وضع أسوأ ورجال عليهم أن لا يتفاخروا لمجرد أن الله خلقهم ذكورا فذلك وهم علينا أن نجبرهم على الإفاقة منه سريعا لأن الإنسان لابد أن يدرك أن إنسانيته من صنع يديه دون الاعتماد على منح إلهية لم يساهم بجهد في تطويرها ومراكمتها كالجمال والحلاوة مثلا.
وأعود إلى سارة التي تقول في رسالتها "عارفة حضرتك عشان الشخص يعيش درجة أولى في مجتمعنا لازم أن يكون مسلما, رجلا, رجل أعمال أو يعمل في جهاز أمني برتبة عالية, المساواة ليست الحق في التنفس والنوم والاستيقاظ والعيش حياة كريمة, فتلك حقوق إنسانية, ولكن ألا يكون لفرد اليد العليا على الآخر. المهم, أنا سعيدة جدا أنك تكلمت في الموضوع ده".
وتنتهي رسالة سارة، لكني أعدك أن نلتقي عند أول زيارة أقوم بها للإسكندرية فلابد أن كلاما كثيرا وأفكارا كبيرة نحب أن نتبادلها.
ملحوظة: عنوان المقال هو عنوان رواية جميلة للكاتب الليبي هشام مطر لم أكملها بعد.
اقرأ أيضاً:
ديمقراطية بال3/ سلطة بلدي جرئ نادية كامل