تعتعة الكبار بأغاني الأطفال (2)
أنت حر!! "..لا يا شيخ!!؟؟"
أولا :غنوة العيال (!!)
بيقولوا كلام مالهوش لازمة
باين أهالينا ما هيش فاهمة
قال "حرية"!؟.... أُسـْـكُت لا غْلط.
بتهرّج واللا بتستعبط!
هوا أنت يا عمّنا أصلاً حرّ
دي الحنفيّة عمّالة بتـخُـرْ
أفكار جاهزة، فتوى وأحكام،
واللي ينهّــق ركّبــْ له لْـجام!!!
"تتحرك جوّه اللي قلناه وإنْ كان عاجبكْ،
وساعتها تبقى حر تمام، كدا على قدّك"
دي حكاية وباين مش نافعة
دانا زي بأخطـَي فْي نار والعة
الحرية ما تجيش أبدا كدا ما الآخر،
ولا كلّ ما أقرّب تتأخر
بصراحة أنا خايف أبقى حر.
أصل أنا ما أعْرَفشي "أسيبها تمُرّ"
حاتمرَي ازاي وتروحي على فين.. وأنا مش داري
أصل أنا بأستعبط، وبَدَارِي
مش عايز أكتفي بشعارها
ولا عُدت أرتوي من أشعارها
ما تقوللي الأول قصدك إيه
وأنا أنفذ اللي تقوللي عليه؟
الحرية هي "الحركة" جوّاكْ برّاكْ،
هي إنك تقدر تتغير من "هنا" "لهناك"،
و"هناك" مفتوح وبيتفجرْ
كل ما توصلـّه يتغيّرْ
إوعى تصدقهم: تستنى "لحد ما تكبر"
دا أنت تراجع أول بأول: كل كلامهم
راح تلقى حاجات مش على بالهم، غصبنْ عنهم
وتفكر "بالعقل" وبرضه بحاجات "هيّه"،
ما أنت عارفها، مش مستني مني وصية
الحرية إنك تتحرك وتراجعْ
"إنك تحترم اللي وصلـّك!"، دا مافيش مانعْ
.... لكن تعتبر إنه بداية، بسْ مش أكتر
وتغامر تحمِلْهَا أمانة، مش تتمنظر
الحرية: إنك تقدر ترمي طوبتها
لو مش قادر، تدفع "حالا": حق قيمتها
بس تأخذ بالك، مش يمكن تستحلاها؟
مهما كات غالية،
إوعى تقول "ياللاّ...، بلاها" !
الحرية عمرها ما تكون وأنت لوحدك
حر مع مين؟ حر على مين؟ يا خِـي دا بُعدك
لو حر صحيح راح تحتاج ناس أحرار حواليك
ماذا وإلا : تبقى فْ زنزانة الحرية وْمقفولة عليك
قال الشاب لأخته: بالذمة هل هذا كلام يقال للعيال؟ دي حكاية استعباط والمصحف، مَنْ من العيال يمكن أن يفهم أن الحرية ممكن تكون "زنزانة"؟ قالت أخته: بصراحة العيال يلقطونها أسرع من كذب الكبار، قال: ولو!! هو استعباط، قالت: أليس أفضل من استعباط أهالينا وهم لا يكفون عن التلويح بما لا يملكون: "أنت حر، أنتِ حرة" "أنت حر، أنتِ حرة"؟ ولا هم أحرار، ولا نحن نستطيع، قال: أهو كلام، يضحك به القوي على الضعيف، من أين لجائع أو مقهور أو عاطل أن يكون حرا؟ من أين لمذهول أمام النت أو الدش ليل نهار أن يكون حرا؟ من أين لمسجون داخل القضبان أو داخل وطنه أو داخل نفسه أن يكون حرا؟ من أين لعبد لقرش يجمعه لا ينتفع به، ويقتل من أجل ذلك ملايين الضحايا، أن يكون حرا؟
قالت: كفى كفى، هل نتنازل عن الحرية، لأن أحدا لا يمارسها لا غني، ولا فقير، لا ظالم ولا مظلوم؟ قال: وهل نحن أحرار حتى في التنازل عن ما لا نملك؟ قالت: "خبرك أسود تقفّلها من كل ناحية، إذن ماذا؟ لا تنسَى أن الله خلقنا أحرارا قال: يعني ماذا؟ قالت: والله ما أنا عارفة، قال: فلماذا نخدع الصغار بهذه الأناشيد الخائبة، قالت: أليست أحسن من أن نخدعهم بالكذب الصريح: "مدرستي أيا محلاها، أهواها وأدوب في هواها"، أو: والفضل كله لبابا فلان، و الفضل كله لماما كمان، قال: أليست هناك طريقة أسهل؟ قالت: أعتقد أنها صعبة علينا نحن، إن ميزة العيال أنهم لا يحزقون مثلنا في محاولة فهم غبي، هم يتركون الكلمات الطيبة تترعرع وحدها بداخلهم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، قال: تؤتي أكلها كل حين. قالت: هل يا ترى سنعيش حتى نتذوق طعمها، قال: المهم أن نثقق يقينا أنها تؤتي أكلها كل حين مهما طال الزمن، قالت: هذا في ذاته بعض أكلها.
نشرت في الدستور 1-8-2007
ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني العيال (4)
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: العِطْر والكُفْر!!! / تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي