تعتعة الكبار بأغاني العيال (3)
... والكُبَارْ مش قدّها!!
"مقدمة أغاني العيال"
كل حاجة غامضَةْ داخله فْي بعضها
"والكبار مش قدّها"
شفتها فيهم بسيطة:
يعني واضحة، بايْنَهّ واصْلة لْوَحدَهَا
أعمل إيه؟
قلت أقولْها للعيالْ وعلى الله تنفعْ
للكبير برضُه ما هي يِمْكِن تِسمَّعْ:
.......
نفسي أبقى بسيطْ وأوضحْ
نفسي إن الكلمة تنجحْ
نفسي أحافظ على الأملْ
والكلام الحلو يبقى حلو، لمّا يتعَمَلْ
ما هي ورطةْ للكبير زي الصغيَّرْ
ياللا يا ابني قبل ما بلوتنا تكبْر
* ما هي كْبرتْ واللي كان دا بايِنّه كانْ
- لأَّه لسَّهْ، الكلامْ دا كانْ زمانْ!
.......
العيال واخدينها جّدْ
ما باينْشِي الحارة سدْ
إحَنا ليه بِنْسدّها بَدْري عليهُمْ؟!
- أصلنا خايفين نشوفها بعِينيهمْ
قومْ نراجعْ نفسنا!
* لأْ يا عمْ، راجع أنت بالنيابةْ عننَّا
أنا أصلي مش حاخطيِ مِنْ هنا
-طب نِسيبْْهُمْ هُمَّا يمكن يعملوها
* لأَّه برضه، هيّا سايبه؟! ما إحنا عارفين اللي فيها.
- همّا يعني لسه راحْ يستَنّوا إذْنَكْ
همّا طايحين بالسلامة غصب عني، آه، وعنّكْ.
العيال لازم يعدُّوا
كل واحد على قدّه
كلهّ بٍِيْحُطّ اللي عندُه
البُنَا يطلع لوحْدُه
* يعني قصدك: يعني إيه؟
كل ده بِِتْرصُّه ليه؟
-قصدي يعني إنه حتى لو الكبير قفّلْ وطنّشْ
العيال راح يعملوها،
* ........ لأ ما أُظُنشْ.
-لأ تُظُن ونُصْ،
بسّ حِسّ وبُصْ
قال الأخ لأخته: العيال يعملون ماذا؟ ما هذا الكلام الفارغ؟ هذه تسالي نهرب بها من مسئوليتنا، قالت: أنا مالي! وهل أنا التي كتبتها؟ ثم إنك رأيت بنفسك كيف أن أختنا وأخانا يغنونها كأنهم سوف يعملونها فعلاً. قال: أنا خائف أحسن تنقلب المسألة مهزلة أغاني "المصريين أهمّة"، ماذا يستطيع الطفل أن يعمل فيما نحن فيه؟ نحن نتمحك في الطفل، ثم نُبرمِجُهُ حتى يصاب بالبلاهة الوطنية، أو الانسحاب الوبائي، يا فرحتي بلعبة الأغاني هذه، قالت: ألا يجوز يا أخي أنها تخاطب الأطفال داخلنا نحن، نحن الكبار! قال: داخلنا! خارجنا!؟ ما هذا الكلام؟ هل رأيت طفلاً داخل أبي أو داخل أمي؟ قالت: رأيت ونصف، قال: بطلي تهيؤات، أبي يبدو أكبر من عمره بنصف قرن، قالت: أنا رأيت الطفل في داخله مكسوراً خائفاً منزويا في ركن على اليمين وأنت داخل قال: داخل إلى أين؟ قالت: آسفة، سرحت، فوّت هذه، قال: وأمي؟ قالت: لا!! أمي حاجة تانية، لقد لاحظتُ طفلها يلعب من وراء أبي، وهي في المطبخ قال: لا يا شيخة، قالت: ثم إنها كانت تردد الأغنية مع أختي فرحة وهي تسـمِّع لها، قال: والله العظيم؟ قالت: والله العظيم. قال: ألاّ قولي لي، ماذا لو قبضت المباحث على أمي؟
هل سيسجنون طفلها معها، قالت: مباحث مَنْ يا جدع أنت؟ ماذا في هذا الكلام ضد المباحث؟ قال: أنا عارف!؟ أنا أسأل. تصورت لو أن رجلا في المباحث سمعها وهي تدندن: "يا للا يا ابني قبل ما بلوتنا تكبر"، فأخذ الكلام على الحكومة؟، فقد يقبض عليها من باب أن الاحتياط واجب، قالت: ما هذا؟ أنت تخرف، أنا يخيل إلي أن الحكومة الآن تشجع من يسُـبُّها، بعد أن اطمأنت إلى أن الناس والصحف اكتفوا بذلك، يضيّعون به الوقت وهم يكركرون سخرية أو يأساً، قال: يبدو أنك على حق، كل الناس يستغربون مِنْ َتَسَاهُلِ الحكومة هكذا، قالت: لعل الحكومة استبدلت "بالقرية الإلكترونية الذكية"، إرساء قواعد جديدة لدولة "المباحث الذكية"، حيث يبدو أنها لاحظتْ مزيداً من "الاستقرار" كلما زادت الشتائم والسِّباب، قل لي ماذا سوف يفعل الأطفال في كل ذلك؟ قال: اسألي نفسك، قالت: ألا يمكن أن يتحرك طفلٌ ما، داخل مسئولٍ ما، لينبهه على كذبه وضياعه معا، قال: أحسب أن عدوى أنفلونزا السياسة الكلامية قد أصابتك، أنت تخرفين مثل كاتب الأغاني.
قالت: ربما!!
نشرت في الدستور 8-8-2007
ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني العيال (5)
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: العِطْر والكُفْر!!! / تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي