كان أسبوعاً غريباً، تسببت في ألم أناس لم أتصور يوماً أن أكون سبباً في غضبهم مني أو حتى أن أكون مجرد سبب لشعورهم بالحزن.
أسبوع تخيلت أني سأرتاح فيه قليلاً لغياب شخصية هي مصدر إزعاج نفسي لي إلا أن بركاتها لم ترحل معها وظلت تحوم حولي، ويجب ألا أنسى نزلة البرد العجيبة ذات الهجوم الواضح الصريح والتي ذكرتني بشخص عزيز علي كان ينصحني بالليمون والعسل، مما جعله أسبوعاً متميزاً.
أسبوع مر ولي في كل يوم من أيامه ذكرى مؤلمة وشخص آذيته، لذا أجد من واجبي أن أسرع الخطى لكل من ضايقتهم أقد لهم الاعتذار وأبدي أشد الأسف وكلي أمل أن يسامحوني.
أول اعتذار هو اعتذار خاص لشخص (هي واحدة عشان محدش يفهمني غلط)، أحبتني كثيراً وشملتني برعاية خاصة ووقفت معي في أشد المواقف ولكنني تسببت في حزنها في ظروف خارجة عن إرادتي، فضلاً عن الحيرة التي أسببها لها دائماً حينما لا تشعر بحنيني لها –مع إني بموت فيها- حتى اعترفت لي وقالت بعينين ضيقتين: أنا مش عارفة اقرأكي يا مها.
اعتذار خاص تاني لشخص أغضبته مني وجعلته يسمعني أشد كلمات اللوم والعتاب ولا أدري إن كانت صورتي لديه قد تشوهت، وإن كنت أصر على أنه لم يستطع تحمل طفلته الصغيرة تثور وتغضب وتدبدب على الأرض أيضاً، ومع ذلك لا أعفي نفسي من الاعتذار الشديد له ولن أسامح نفسي إن تغيرت معاملته معي الأيام القادمة..... أنا آسفة، ولكن زي ما بيقولوا: شيء جوايا انكسر.
اعتذار تالت لكل من حرمته سعادة وأضعت عليه فرصة دون قصد.
وآخر اعتذار لكل من آذيته بكلامي في ثورة غضب مني واعتقدت أن مقدار معزتي لديه قد تشفع لي ذلك.
هنا أجدني أستحضر أشخاصاً عديدين مروا في حياتي، أجدني في حاجة ماسة للاعتذار إليهم، منهم من فعلت ذلك معهم ومنهم من لم أتمكن... وإليهم أقول: تقبلوا مني خالص الأسف واعتذارات الدنيا بأسرها وباقات ورد طالبة السماح منكم والعفو.
أعتذر لكل من انتظر مني الوقوف بجانبه في لحظة احتياج ولم أقف بجواره، ولكل من انتظر مني معروفاً ولم ألتفت إليه.
أعتذر لكل من تغيرت معاملتي معه وابتعدت عنه متعللة بانشغالي.
أعتذر لكل من تأخرت في زيارته أو الاتصال به.
أعتذر لأسرتي الكبيرة التي لم أعد أقض معها يوم التجمع العائلي (تحت عند جدو) بوجه بشوش وروح مرحة كسابق عهدي معهم.
أعتذر لأسرتي الصغيرة التي لم أعد معها كمان كنت.
أعتذر لأصدقائي الذين قصرت في حقهم.
أعتذر لمن كنت سبباً في دموعهم.
أعتذر لكل من خيبت أملهم في.
أعتذر بشدة لمستقبلي الذي مازالت الطرق أمامه ملبدة بالعشوائية والتخبط والخوف من المجهول.
أعتذر لأحلامي وطموحاتي التي دفنتها رأسي وقريت عليها الفاتحة.
أعتذر للدنيا التي ابتلاها الله بي.
شخصية تمنيت أن أكسب صداقتها ولكن يبدو أني فرضت نفسي عليها أكثر من اللازم ولم أع رسائلها غير المباشرة لي، فلها أقول آسفة أوي.
أعتذر لفكرة.. عاملتها بالمثل، لم تعطني فلم أعطها، وإن كنت قد تعاملت مع الأشخاص الذين يخدمونها ولم أرتبط بها هي.
قمة الاعتذار... لأناس أحببتهم وقضيت معهم لحظات لا تنسى، ثم اعتذرت في منتصف الطريق عن مواصلة السير معهم وانسحبت من حياتهم.
أهم اعتذار لربنا.. مقصرة ولكن طامعة في كرمك وعفوك ورضاك وغفرانك.
آخر اعتذار؛
لقلبي.. يبدو أننا لن نقابل من يشعر بنا ويتحملنا في لحظات ضعفنا.. ويمسح دموعنا.. ويسمع شكوانا حتى في لحظات صمتنا
آسفة يا قلبي.. فهذا قدرنا.
واقرأ أيضاً:
أحسن تستاهل: تصدق كده عيب!!/ أحسن تستاهل: ورأيته/ أحسن تستاهل: ومضى......../ أحسن تستاهل: أشرف الكل